طريق بعبدا تمر في فلسطين: رئاسة الجمهورية بين فرنجية والبيسري؟

الكاتب: قاسم قصير

يدخل لبنان العام الجديد في ظل استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وفي ظل التطورات العسكرية المتصاعدة في قطاع غزة وعلى الجبهة الجنوبية وتصاعد الدعوات الداخلية والخارجية للعودة لتطبيق القرار 1701 ، وفي حين أن بعض الأوساط الدبلوماسية والسياسية تحاول الربط بين الملفين وأنه يمكن أن يكون ثمن العودة لتطبيق القرار 1701 وانسحاب قوات حزب الله من جنوب الليطاني موافقة القوى الدولية والإقليمية على دعم وصول رئيس تيار المردة الأستاذ سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فإن الأوساط القريبة من حزب الله وحركة أمل ترفض الربط بين الملفين وتعتبر أن العودة إلى تطبيق القرار 1701 مرتبط بوقف الحرب على قطاع غزة وأما الملف الرئاسي فله حسابات سياسية داخلية ومرتبط بمواقف الأطراف اللبنانية.

فهل سيشهد ملف رئاسة الجمهورية تطورات جديدة في العام 2024؟ وأين أصبحت حظوظ المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الدكتور الياس البيسري؟ وفي المقابل ماذا عن حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون؟

تقول مصادر سياسية مطلعة على أجواء الملف الرئاسي إنه حتى الآن لم يتغير الموقف لدى الأطراف السياسية على صعيد الملف الرئاسي، فالثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفاؤهما لا يزالان يدعمان وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وهما يراهنان على تغيير ما في بعض المواقف الداخلية (اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي وبعض النواب السنة) مما يؤدي إلى زيادة فرصة وصول فرنجية، بسبب التطورات في المنطقة وكذلك بسبب حاجة بعض هذه الأطراف لتغيير المعادلات الداخلية ولا سيما بعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وفي حال لم يحصل أي تغيير في المواقف الداخلية فإن حظوظ فرنجية لن تتغير وهذا سيدفع هذه الأطراف للبحث عن خيارات جديدة.

وتضيف هذه المصادر أنه وفي حال استمرار الانسداد أمام وصول فرنجية لرئاسة الجمهورية ونظرًا لصعوبة وصول قائد الجيش جوزيف عون لهذا الموقع بعد التمديد له والمعارضة الشديدة التي يواجهها من قبل التيار الوطني الحر وصعوبة تأمين أكثرية تعادل الثلثين لدعم وصوله فإن خيار اللواء البيسري سيصبح أكثر واقعية، لأن اللواء البيسري لا يواجه بأية معارضة قوية من أي طرف سياسي فاعل ويمكن أن يشكل ترشيحه مخرجًا سياسيًا للداخل والخارج في ظل دعم بعض القوى الدولية والإقليمية لوصوله ولكون شخصيته تتناسب مع طبيعة التحديات الداخلية والخارجية فهو على علاقة جيدة بكل الأطراف ويمكن أن يشكل ضمانة جيدة للمقاومة وتجربته في المديرية العامة للأمن العام تعتبر إيجابية وهو لديه رؤية إصلاحية متكاملة على صعيد إعادة بناء الدولة ومؤسساتها.

وتتابع هذه الأوساط: “رغم انشغال القوى الداخلية والخارجية بالحرب على قطاع غزة والتي ستدخل شهرها الثالث وكذلك بتداعياتها على صعيد جنوب لبنان والمنطقة فإن بقاء لبنان بدون رئيس للجمهورية يبقي البلد بحالة مرواحة وهناك ضرورة كبيرة لمعالجة هذا الملف كمدخل مهم لمقاربة بقية الملفات وخصوصًا الأوضاع في جنوب لبنان والأوضاع الداخلية، ولذا قد نشهد مع بداية العام الجديد مبادرات داخلية وخارجية لتحريك ملف رئاسة الجمهورية خصوصًا بعد التوافق الذي حصل على صعيد ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون والذي يؤكد أنه لا مجال لمقاربة أي ملف أساسي إلا من خلال الحوار والتوافق الداخلي المدعوم من القوى الاقليمية والدولية.”

فهل سيحمل العام الجديد مؤشرات إيجابية على صعيد الملف الرئاسي؟ وهل ستتقدم حظوظ اللواء الياس البيسري على حساب حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون؟ وهل سيعود الرئيس نبيه بري لطرح مبادرات رئاسية جديدة ويستجيب للدعوة التي اطلقها رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لإجراء مشاورات جانبية لحسم الملف الرئاسي؟

كل هذه الأسئلة مرتبطة بما سيحصل في غزة فطريق بعبدا أصبحت تمر في فلسطين وغزة بعكس الشعار الذي رفعه أحد قادة المقاومة الفلسطينية خلال الحرب الأهلية أن طريق القدس تمر في جونية والعكس صحيح اليوم فطريق بعبدا تمر في فلسطين.

المصدر : جسور

Exit mobile version