لم ار في دفاتر التاريخ، إستعماراً أوقح وأخبث من البريطاني، حتى جماعات التتار والمغول القتلة والسفاحين، يُترحم عليهم امام الرجل الابيض الانيق والسام، هذا الاستعمار لا يمل من افتعال المؤمرات والفتن، لا يكل عن وضع الدسائس ونشر الحروب .. يدخل في الدول كما يسري السم الزعاف في الاجساد، يُحرك قوى الاستعمار الجديد ويقف في خلفية الصورة، او الكواليس.
فما هي ابرز سمات هذا الاستعمار:
١. هو صاحب مقولة “فرق تسد”، يبحث في الاختلافات العقدية، والفكرية، والاثنية، والسياسية، والمناطقية، وغيرها، ويحولها الى خلافات ومن ثم نزاعات، ويدعم الجهات المتنازعة، ليبيدوا بعضهم، ويُضعفوا بعضهم .. فيستتب له الامر ..
٢. يُركز على ايجاد حالات متطرفة واتجاهات متشددة في الاديان والايديولوجيات على انواعها، تُستخدم عند الحاجة في البند الاول
٣. يدعم أنظمة ديكتاتورية، ويتبنى المعارضة،
ولا ينطلق من قواعد اللعبة الدينقراطية بالطبع، بل من مبدأ السيطرة على الجهتين، فإن مالت كفة اي جهة منهما، كان معها ومصاص دمها ..
٤. يؤسس جمعيات خيرية ngo’s في البلاد المستهدفة، ليجمع المعلومات، واتجاهات الرأي العام، وبذور حركات التمرد، وليجند ما استطاع من العملاء المباشرين او غير المباشرين، وفي كل الاختصاصات.
٥. يُنشئ ويُعد مجموعات ضغط اناركية، مهمتها النزول الى الشارع للتخريب، عند الطلب ..
٦. يُشكل عصابات الاغتيال، لاستخدامها في تصفية الشخصيات المتمردة، مركزاً على العنصر النسائي، ..
٧. يعمل ببرودة كبيرة، ولا يستعجل اي خطوة، ويضع اهدافاً تدميرية لسنوات طويلة، يستخدم فيها استراتيجيات مختلفة، كالطرق الناعم، والذبح بالقطن، والتآكل الذاتي للخصم، وافراغ المضمون، وتجفيف الاكواريوم، والالهاء .. وغيرهم من الاستراتيجيات الخطيرة ..
٨. يؤسس مراكز علمية ومؤسسات تدريب، تسطح العلم وتنشر الجهل المركب، وتعظم الذوات حتى الانفجار، وتُعد مثقفين مستلبين للاستعمار تحسبهم متعلمين وهم، حقيقة، كالبراذين والمطايا.
٩. إن لم يقدر عليك، قدر على مجتمعك، فينشر المخدرات، والفساد الاخلاقي، والرذيلة حتى يقوض نقاط قوتك ..
يبقى المستعمر البريطاني استاذ المستعمرين وكبيرهم الذي علمهم السحر، وللأسف يبقى الكثيرون من افراد مجتمعنا في دائرة الجهل تجاه هذا الوحش الانيق، الذي يحرص على اخفاء انيابه، فإما يعضك في الظلام، وإما يُرسل لك من يعضك، أو تعض نفسك ذاتياً، حيث يقوم بالدور احد ابناء جلدتك …
هذا .. وما خفي قد يكون أعظم .. والسلام