خاص: “مركز بيروت للأخبار”
مع وصول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى المنطقة في موقف داعم للبنان والمقاومة تشمل بيروت ودمشق، حيث حط في مرحلة أولى في بيروت، فالتقى كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وتُعتبر زيارة عراقجي هي الزيارة الثانية لدبلوماسي رفيع المستوى إلى لبنان بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، وهي ذات أهمية خاصة كونها تحصل في ظلّ تصعيد عسكري اسرائيلي، واطلاق إيران لإسرائيل ردًا على اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعدد من القيادات.
تأتي زيارة عراقجي في ظلّ تحركات سياسية داخلية بناءًا على مبادرة أطلقها كل من الرئيسين بري وميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط لوقف العدوان على لبنان والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور منذ عامين تقريبا.
وأوضح عراقجي بعد الزيارة أن إيران تدعم بشكل كامل مساعي اللبنانيين للتصديّ لجرائم “الكيان الصهيوني”، حيث طرح شرطين من أجل وقف إطلاق النار مع الاحتلال، بعد مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين، مُشيرًا إلى أن الشرط الأول هو احترام المقاومة وقبولها بمسألة وقف إطلاق النار بما يجلب حقوق الشعب اللبناني، والثاني هو تزامن ذلك مع وقف مماثل وكامل في غزة.
ولم يُعرف ما إذا كان الوزير عراقجي قد التقى قادة من حزب الله لبحث خارطة طرق المرحلة المقبلة، في ظلّ استمرار العدوان الإسرائيلي وتوسيع نطاقه.
ومن المفيد القول إن “زيارته ليست عادية أو بروتوكولية، بل أتت في ظروف صعبة وهذا خير دليل على وقوف إيران، كما كانت في السابق، دائما إلى جانب حزب الله”.
كما علّق الوزير عراقجي على الهجوم الإيراني على إسرائيل، مؤكدا أنه مشروع وفق مبادئ الأمم المتحدة، وجاء ردا على قصف الأراضي الإيرانية والسفارة في دمشق ومصالح وأهداف إيرانية. فالزيارة تأتي في إطار التأكيد الإيراني المستمر على الوقوف إلى جانب لبنان وحلفائهم فيه.
ومن بيروت انتقل الوزير عراقجي إلى العاصمة السورية دمشق للقاء المسؤولين فيها وللتباحث، خاصّة أن سورية تعتبر سندًا مهمًا في المحور المقاوم الذي يضم كلّ من إيران وسورية ولبنان والعراق واليمن وفلسطين.
ومباشرة بعد وصول عراقجي إلى العاصمة السورية بحث مع المسؤولين السوريين التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أنّ الوزير عباس عراقجي سيبحث مع المسؤولين السوريين خلال الزيارة التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية. وخلال محادثاته الرسمية في دمشق، قال عراقجي إنّ “الكيان الإسرائيلي لا يتحدث إلّا بلغة الحرب والقتل ويواصل كل يوم جرائمه في بيروت وغزة”، مؤكداً أنّه “يجب أن تكون هناك مساعٍ جماعية من المجتمع الدولي لوقف جرائمه”. وأعلن أنّ “هناك مبادرات بشأن وقف إطلاق النار وأجريت مشاورات نأمل أن تصل إلى نتيجة”، مؤكداً أنّ وقف إطلاق النار في لبنان وغزة هو الملف الأهم ومشاوراتنا مع السوريين تكتسب أهمية خاصة”. وإن “إيران ستسخّر كافة إمكانياتها الدبلوماسية والسياسية لدعم لبنان وحزب الله”.
ورغم تقديم مقترح هدنة لمدة 21 يوماً طرحتها دول عدة في مرحلة سابقة، لا تزال المساعي بطيئة في محاولة إسرائيلية لحصد مزيد من الاعتداءات والدمار والقتل والاغتيالات.
تأتي زيارة الوزير عراقجي، وهي الأولى من نوعها إلى المنطقة، منذ اشتداد حدة العدوان على لبنان في 23 أيلول الماضي، على وقع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية على الأراضي السورية، حيث سيبحث مع المسؤولين السوريين التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية” بحسب وكالة رويترز.
ومنذ 23 أيلول الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية العنيفة غير المسبوقة على مواقع متفرقة من الجنوب اللبناني، مما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلًا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسميّة.