كتبت فاطمة شكر في “الديار”:
كل العالم وجّه أنظاره إلى الحشود المليونية التي احتشدت في ذكرى عاشوراء، حيث حملت هذا العام مشاهد مختلفة بسبب الحرب في غزة وجنوب لبنان. من هنا، جاءت كلمة الأمين العام لحزب الله لتفرض معادلات جديدة على هذه الحرب، فيما يستمر نتنياهو في تثبيت معادلته القائمة على الإبادة الجماعية والدمار، وزيادة الضغط الناري الى الحد الاقصى لإجبار الفلسطينيين على تقديم التنازلات في ظل المفاوضات المتعثرة، وهو رغم كل جهوده التي بذلها، فانه لم يحقق حتى هذه اللحظة أي تقدمٍ، بسبب الصمود البطولي في غزة وصلابة المقاومة وتناغمها مع أهلها وناسها.
ومع ارتفاع مستوى القتل والجرائم والمجازر التي يقوم بها نتنياهو في رفح، وتأكيده زيادة الضغط على حماس لاجبارها تقديم تنازلات كبيرة، تستمر فصائل المقاومة بتوجيه ضرباتها ضد العدو في غزة والجنوب اللبناني وبوتيرة أوسع وأكبر، اضافة إلى تقديم صورة حقيقية عن مدى الصمود والتلاحم بين المقاومة واهلها.
كل هذه التطورات السريعة لناحية طروحات نتنياهو وغيرها بشأن المفاوضات، رد عليها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليثبت مرة جديدة كما يؤكد خبير عسكري، معادلات ثابته لا جدال فيها، أبرزها:
– أولا: استمرار استهداف المدنيين العزل في لبنان سيُدخل المزيد من المستوطنات ضمن دائرة الاستهداف، وهو الأمر الذي سيعقد الامور على نتنياهو اكثر، حيث سيرتفع عدد المهاجرين والنازحين “الاسرائيليين”، وهذا ما يزيد من التعقيدات على حكومة نتنياهو التي تعاني من مشاكل كبيرة.
– ثانياً: التأكيد على أن المقاومة مستمرة في عملياتها، والتي سوف تحطم قوات العدو بالكامل وعلى مرأى العالم اذا قرر العدو اجتياح جنوب لبنان، وهو ما ثبّته السيد بتعبير واضح : “إذا جاءت دباباتكم إلى لبنان وجنوب لبنان لن تعانوا من نقص في الدبابات، لأنه لن تبقى لكم دبابات”، وهي معادلة من اقوى المعادلات التي اعلنها السيد.
– ثالثاً: إعلان السيد حسن نصر الله بوضوح انه لا اتفاقات او حتى مسودة اتفاق لما بعد انتهاء المحرب والمواجهة، وان نتائج المعركة في الميدان هي التي ستُرسي المرحل المقبلة وتثبتها، ما يعني ان اليوم التالي هو بيد المحور وليس العدو الاسرائيلي.
– رابعاً: حسم وجزم السيد نصرالله ان الدولة اللبنانية هي الجهة الوحيدة المخولة والقادرة على خوض المفاوضات، وان المقاومة ستكون وراء الدولة وليس امامها.
– خامساً: تأكيده ان قوى محور المقاومة قاطبة تعمل باعلى مستوى من التنسيق والجهوزية، وان المرحلة الحالية باتت مختلفة لجهة الفاعلية وارساء النتائج المستقبلية.
وعليه، و بمجرد بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تغيرت المعادلات داخل حكومة العدو وداخل جيشه، كما بات واضحاً ان محور المقاومة بات أكثر قدرة وجهوزية مع مرور الوقت، وما العمليات المستمرة منذ عشرة أشهر حتى الآن، إلا دليل واضحٌ على قدرة المحور في استنزاف العدو وضربه في الميدان.