الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

ماذا بَقِيَ من “14 آذار”؟

ماذا بَقِيَ من "14 آذار"؟

“ام تي في”

تحلّ ذكرى “14 آذار” هذا العام في مرحلة مهمّة من تاريخ لبنان. ففي 14 آذار 2005، قرّر مئات آلاف اللبنانيّين الوقوف في وجه الوصاية السّوريّة، فكان التّحرّك الذي ساهم في خروج الجيش السّوري من لبنان، فيما اليوم، انتهت الوصاية الإيرانيّة التي كان يتباهى بها مسؤولون إيرانيّون شخصيّاً. وبعد 20 عاماً، ماذا بَقِيَ من 14 آذار؟ وهل تحقّقت أهدافها؟

يُؤكّد الكاتب السّياسي والإعلامي علي حمادة أنّ “14 آذار كانت محطّة تاريخيّة ومفصليّة في تاريخ لبنان، فقد كانت لحظة التفاف وطنيّ حول فكرة لبنان و”لبنان أوّلاً”، واجتمع الجِناحان المسيحيّ والمُسلم حول دماء الشّهيد رفيق الحريري، وأخرجا الاحتلال السّوري من لبنان وغيّرا المعادلة”.

ويُضيف، في حديث لموقع mtv: “قبل 14 آذار واغتيال الشّهيد رفيق الحريري، كان لبنان متّجهاً نحو “التّذويب الكلّي” في الإطار السّوري، أي لم يعُد الوجود السّوري في لبنان آنذاك وصايةً أو احتلالاً، إنّما التّذويب النّهائيّ للكيان اللّبنانيّ كان جارياً، من هنا، كانت أهميّة رفض التّمديد في أيلول 2004، ثمّ بداية الانتفاضة في وجه السّوريّين والتّمديد، وكانت الذّروة في اغتيال رفيق الحريري الذي كان رأس حربة في هذه الهَبّة الإستقلاليّة التي بدأت في صيف 2004″.

ويعتبر حمادة أنّ “أهداف 14 آذار تحقّقت في مكان ما، فـ 14 آذاركتنظيم ومجموعة وجبهة أحزاب وقوى وشخصيّات كانت مُؤطّرة في إطار جبهة وأمانة عامّة تفكّكت، لكن أفكار ومبادئ 14 آذار بقيت وروح 14 آذار هي الرّوح الأساسيّة التي تحرّك البلاد”.

ويُتابع: “لغة ومصطلحات “14 آذار” بقيت متداولة حتى هذه اللّحظة وانتصرت، مثل الحرّية والاستقلال والموقف من السّلاح والميليشيات والموقف من الدّستور”، لافتاً إلى أنّ “كلّ هذه الرّوحيّة بقيت قويّة ومُجذّرة في قلب الأحزاب التي شاركت في 14 آذار وتفرّقت، كما بقيت مُجذّرة في عقول وقلوب وضمائر الجمهور اللّبنانيّ بغالبيّته السّاحقة”.

ويقول حمادة: “تجلّى الأمر أيضاً في الحرب الأخيرة بين “حزب الله” وإسرائيل، التي وقف في وجهها أكثريّة اللّبنانيّين، وكان لهم موقف معارض وحادّ من تفلّت السّلاح ومسألة الدّويلة”.

ويُشدّد حمادة، على أنّ “14 آذار لم تنتهِ بل لا تزال موجودة”، شارحاً أنّ “الإطار التّنظيمي انتهى، لكن هذا غير مهمّ، فالأهمّ مسألة القرارات الدّوليّة وحصر السّلاح بيد الدّولة ونزع السّلاح الفلسطينيّ وغير الشّرعيّ وترسيم الحدود مع سوريا واستكمال ترسيم الحدود البرّية مع فلسطين المحتلّة، المطروحة أكثر من أي وقت مضى”، مشيراً إلى أنّ “هذه المبادئ كانت موجودة في برنامج عمل كلّ أحزاب 14 آذاروجبهتها الموحّدة”.

ويختم حمادة، قائلاً: “سفكت دماء قادة مهمّين وأساسيّين ومركزيّين في “14 آذار”، لكن هذه الدّماء لم تذهب هدراً، والشّهداء باقون في ضمائر اللّبنانيّين، فيما قتلة هؤلاء الأحرار هم الذين انقلبت عليهم الدائرة وأصبحوا في طريقهم للخروج من ضمائر اللّبنانيّين”، معتبراً أنّ “الأكثريّة اللّبنانيّة أصبحت هي التي تفرض الأجندة الوطنيّة الحقيقيّة لليوم وللمستقبل”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى