كتب محمد جابر- “مركز بيروت للأخبار”:
في امتحان “طوفان الأقصى” والحرب على غزة، “رسبت” الإدارة الأمريكية في موازين حقوق الإنسان والعدل والأخلاق، وكل الشعارات التي كانت ادعتها ولا تزال، وجعلت منها الدولة الأقوى على مستوى العالم.
لم يعد “كارهو أميركا” يقتصرون على مَنْ يؤمنون بإيديلوجيا دينية أو سياسية ضدّها، بل أصبح أي شخص عادي لأي بلد حول المعمورة انتمى، يشاهد حجم الإجرام والمجازر والقتل الذي يمارس بسلاح أميركي فتّاك، سيكره بل يبغض ويلعن أميركا ومن يستلم زمام أمورها، بدءاً من البيت الأبيض مروراً بالكونغرس وصولاً إلى البنتاغون، ويحملها مسؤولية المأساة اللامتنهاية، دون نسيان مواقفها المشجعة للعدو الصهيوني على غطرسته، مع الإصرار على تغطية كل إجرامه حتى وإنْ استهدف مواطنين أميركيين.
إنّها وقاحة ما بعدها وقاحة، أنْ مد واشنطن يد العون والدعم إلى تل أبيب بهذه الطريقة التي لا يقبلها أي منطق في العالم، فتقف بالمرصاد إلى جوار مصّاص الدماء بنيامين نتنياهو، الذي أصبح أكثر من نصف الإسرائيليين يناصبونه العداء ويقفون على الضفة المقابلة لتوجهاته.
قد يرى بعض الأمريكيين أن حركة “حماس” هاجمت “الدولة العبرية” في 7 أكتوبر 2023، استناداً إلى مشاهدات من ذاك اليوم، لما يسمونه بالعنف والقتل، لكن الجميع يعلم أن عملية “طوفان الأقصى” التي جرت فجر 7 أكتوبر، كانت رد فعل على 75 عاماً من سقوط العدالة بكل ـوجهها، 75 عاماً من القتل والظلم والإبادة التي مارستها ولا تزال تمارسها الصهيونية الإسرائيلية بدم بارد، فانفجر البركان الغزاوي بوجه الجلادين.
لكن للأسف، لعل ما يجعل أميركا تستمر في انتهاج هذه السياسة هو الصمت العربي، الذي شكّل نكبة ثانية لفلسطين وأهلها، وجعل أميركا تستمر في أفعالها من دون خجل، فكانت المموّل الاول لجرائم حكومة العدو الإسرائيلي وجيشه، علماً بأنه لو أراد العرب التحركّ لكانوا فعلوا الكثير الكثير، وأوقفوا أمريكا ومن يلف على لفّها عند حدّهم.
بكل تأكيد كره العالم لأبناء “العم سام” يزداد يومياً وسيزداد خلال السنوات القادمة، وبوادر الكره بدأت تظهر من خلال التظاهرات التي تجوب معظم أنحاء العالم وحتى في الداخل الأمريكي، لذلك المطلوب من واشنطن اليوم إدخال تعديلات جذرية على سياساتها الخارجية لا تعني الكيل بمكيالين، ودعم دولة معتدية وتمارس سياسات إجرامية وعمليات إبادة جماعية.
نعم نكره أميركا كنظام وكمجموعة سياسية لا ترى في العالم سوى إسرائيل، وللشعب الأمريكي الذي لا يؤيّد سياسات بلاده الظالمة في الشرق الأوسط ألف تحية، أما من يؤيدون ظلم الشعب الفلسطيني فتبّت أيديهم ووجوههم إلى يوم الدين