كلمات روني ألفا في محمد عفيف

كلمات روني ألفا في محمد عفيف

كتب روني ألفا

ماتَ محمد عفيف. العبارة لا تليق توصيفًا. نامَ على رجاءِ القيامة شيءٌ من الكلمة التي على شفتيه. كان يعيشها بكل معانيها. مِن ” إقرأ ” إلى ” في البدء كان الكلمة “. سيغتاظُ الرويبضةُ لدى تلقّي الخبر. ليس خبر الشهادة لأن الموت بالنسبة لمحمد عادة. سَيَغتاظون لأنه المسلمُ الورعُ الذي ينسحبُ من حَضرَةِ جُلّاسِه ليحضر امام وجه الله ساجدًا متَيَّمًا بِـ ” الله أكبر” قبلَ أن يعود إلى جلّاسِه محبًا لـ ” السلام عليك يا مريم”.

الذئبُ نهَشَ لحمَ محمد. محمد أيضًا كان قد نهشَ الذئبَ بصوته المتهدج. بِلهفَتهِ في اقتناص أسيرٍ في الميدان. الذئابُ التي افترسها بحنجرته خلال حياته فتَكَ بلحمها من داخل تل أبيب. يافا المحتلة كانت تصلّي له فيما كانت تل أبيب تَصْلي له. هل يموتُ ناهِشُ الصهاينة بقوَّةِ ناب المقاومة؟ ماتَ محمد عفيف مُميتًا للذئب.

ماذا سيبقى من محمد عفيف؟ كل شيء مما قال وفعل في فِعلِ المقاومة. كل أقوالِه سيفٌ مَشهورٌ وكل أفعالِه صِليات صواريخ. من عرفه يعرف أن عفيفين كثرًا سَينبُتون بالقرب من ضريحه. سيُزارُ محمد كأيقونة. كنت قد أهديتُ ذخائر القديس كريستوفر لوالده منذ سنوات وهو على فراش الوداع. أُهدي محمد وقد صار مع عفيفه يتسامران حول دروب الحرية كريستوفر آخر شفيع السفرات الطويلة حتى يرافق قبرَه الجميل.

أيها الجميل محمد. سلِّم على الأحبة ولا تنسَ أن تنهش بني صهيون من وسع مطارحك الجديدة. لا تنسَ الشفاعة. نحن بحاجة لها لِتعبيدِ الطريق. الله سيتذكَّرُنا ربَّما بوتيرةٍ أكبر كلما ذكرناك وتذكَّرناك. نَم يا محمد ولا تَمُت.أخوك روني.

Exit mobile version