رأفت مرة – كاتب فلسطيني
مهنة الإعلام المقاوم، جمعتنا بالشهيد محمد عفيف، الذي عمل على المستوى الشخصي، وبتكليف من قيادة حزب الله وسماحة الشهيد السيد حسن نصر الله عليه رحمة الله، على تسخير ما يستطيع من قدرات حزب الله الإعلامية خدمة لفلسطين وشعبها وللقضية.
بحكم عملنا، تعاونّا مع الشهيد محمد عفيف، وكان في قمة الأخلاق والاحترام.
سنوات طوال، قضاها الشهيد في إعلام المقاومة، بالكلمة والصوت والصورة، والإنتاج والعلاقات، وساهم هو وإخوانه في رسم الصورة الإعلامية المشرقة لحزب الله ومشروعه.
لكن، أربع مؤتمرات صحفية للشهيد عفيف في منطقة مجمع القائم وطريق المطار وروضة الشهيدين ومجمع سيد الشهداء، زلزلت الاحتلال وحطمت عنجهيته، استطاع الشهيد عفيف تقديم رؤية واضحة عن ثبات حزب الله، وصمود المقاومة، وتماسك الجبهة، ومتانة الوضع الداخلي، وسلامة القيادة، وشجاعة المقاومين.
أربعة مؤتمرات صحفية صحفية من قلب الضاحية الجنوبية رسم فيها الشهيد عفيف صورة جميلة لحزب الله، حطمت رواية الاحتلال، الذي اعتقد أنه قضى على حزب الله، وتمكن عفيف من إظهار صورة فنية جميلة، وموقف سياسي مقاوم ثابت، وجمع حشد إعلامي كبير، وأبرز حتمية هزيمة الاحتلال.
أطلق الحاج عفيف صواريخه الاستراتيجية وطائراته الانقضاضية بالصوت والكلمة والصورة على الاحتلال وحكومته وجيشه الإرهابي، ما جعل الاحتلال المجرم ينهزم ويصدر قرار الإعدام.
استشهد عفيف، واقفاً ثابتاً قوياً شامخاً، كما يستشهد الأبطال، رسم صورة لبنان والمقاومة والانتصار بشكل جميل ومضى.
لم يمت محمد عفيف، ولن يموت صوت المقاومة، ما دام في هذه الأمة رجال أمثال عفيف، وأبو عبيدة القسامي الفلسطيني الملثم.