ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) أن وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، عبّر لنظيره الأميركي، لويد أوستن، الخميس، عن “معارضة إسرائيل الشديدة” للتحقيق الذي أطلقه مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” (FBI)، في استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة.
وأفادت القناة العامة الإسرائيلية بأن غانتس شدد خلال حديثه لأوستن، في مكالمة “وداعية” فيما يستعد الأول لمغادرة منصبه مع تنصيب الحكومة الإسرائيلية الجديدة، في الأيام المقبلة، على أن تحقيق “إف بي آي” في مقتل أبو عاقلة هو مسألة “إشكالية”، وأكد أن إسرائيل لا تنوي التعاون مع هذا التحقيق.
وأضافت أن غانتس حاول ثني الجانب الأميركي عن طلب المساعدة القانونية من الجانب الإسرائيلي في إطار التحقيق، بما في ذلك طلب مواد التحقيق أو طلب استجواب عناصر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال المكالمة مع أوستن، وخلال اجتماعه بمسؤول أمني أميركي رفيع يزور إسرائيلي.
وقالت القناة إن الحكومة الإسرائيلية لم تتلق إجابات واضحة من الإدارة الأميركية حول التطورات المتوقعة لتحقيق “إف بي آي” في هذا الشأن، وتشير واشنطن إلى أن التحقيق هو “مسألة داخلية في وزارة العدل”، وسط تأكيد من الجانب الإسرائيلي أن أي توجه أميركي رسمي يطالب إسرائيل بالتعاون مع التحقيق، سيقابل بالرفض.
في المقابل، ذكر موقع “أكسيوس” الأميركيّ، الخميس، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أن البيض الأبيض أوضح للجانب الإسرائيلي أن الإدارة الأميركية “لا تقف وراء قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي”، بفتح تحقيق في ملابسات مقتل الصحافية الفلسطينية – الأميركية، أبو عاقلة.
وبحسب مصادر إسرائيلية وأميركية، فإن قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي بفتح تحقيق اتخذ قبل الانتخابات الإسرائيلية، لكن وزارة العدل الأميركية أبلغت الحكومة الإسرائيلية رسميًا بذلك بعد ثلاثة أيام من الانتخابات؛ وبعد التوجه الأميركي، طلب المسؤولون الإسرائيليون من السفير الأميركي في إسرائيل، توماس نيديس، مزيدًا من المعلومات حول القرار، ليرد الأخير بأنه “لا يعرف شيئًا عن التحقيق”.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ، والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ألون أوشبيز، تواصلوا مع نظرائهم في إدارة بايدن وطالبوهم بتقديم تفسيرات حول القرار بفتح تحقيق.
وتفاوتت مواقف إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، من التردد في إدانة مقتل شيرين أبو عاقلة للمطالبة بتحقيق شفاف، ومنذ اللحظات الأولى لمقتل الصحافية الفلسطينية، ترددت إدارة بايدن في تبني الرواية الفلسطينية، وفضلت الرواية الإسرائيلية، ودعت “إلى تحقيق مشترك لكشف ملابسات الحادث”.