الاخبار الرئيسيةمنوعات

صيدا «تعلّي البيارق وتغنّي للعيد»!

صيدا «تعلّي البيارق وتغنّي للعيد»!

تحتفي بوابة الجنوب اللبناني بهذا الشهر بأسلوبها الخاص، إذ تتحوّل أزقة المدينة القديمة وساحاتها إلى مشاهد مُبهجة من الزينة والأضواء، وتعجّ الأسواق بالحياة مع انتشار الباعة والمقاهي. وتمثل الأمسيات جزءاً أساسياً من هذه الأجواء مع مجموعة من العروض والسهرات التي تحييها أميمة الخليل وساندي شمعون وفرقة «تجلّي»، مقدمةً تجربةً رمضانية متنوعة تجمع بين الفنون والتراث والتقاليد الشعبية

صيدا، بوابة الجنوب اللبناني، التي حملت في ذاكرتها الكثير من الآلام والصمود، لا تزال تثبت أنها قادرة على الحياة رغم المحن. مرت المدينة بمحطات قاسية، آخرها الحرب التي شهدها لبنان، ولم تكن صيدا بعيدة عنها، إذ استقبلت النازحين وتعرضت لغارات عدة أدت إلى سقوط شهداء وجرحى.

ومع ذلك، تبقى المدينة مساحةً تنبض بالحياة، تعيد ترميم ذاتها عبر الثقافة والفن والموسيقى.

في هذا السياق، تحتضن صيدا أنشطة رمضانية متميزة بطابعها التراثي والثقافي المعتاد، إذ تنطلق للسنة الثالثة على التوالي فعاليات «علّوا البيارق وغنّوا للعيد» بتنظيم من بلدية صيدا و«مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة» ومؤسسة «شرقي» في «حمّام الجديد»، الذي تحول إلى مركز ثقافي وسياحي يحتضن الفعاليات الرمضانية المميزة، وعدداً من المؤسسات الأخرى. تتكامل هذه الأنشطة مع برامج عدة موزّعة في مختلف أرجاء المدينة، لتقدم تجربة رمضانية متنوعة تجمع بين الفنون والتراث والتقاليد الشعبية.

تحتفي المدينة القديمة في صيدا بهذا الشهر بأسلوبها الخاص، إذ تتحوّل أزقتها وساحاتها إلى مشاهد مُبهجة من الزينة والأضواء، وتعجّ الأسواق بالحياة مع انتشار الباعة والمقاهي التي تقدم المشروبات والحلويات التقليدية.

وتمثل الأمسيات الرمضانية جزءاً أساسياً من هذه الأجواء، إذ تستضيف المدينة مجموعة من العروض الموسيقية التي تتوزع بين الطرب والتراث والموسيقى الصوفية.

اليوم، تقدم الفنانة أميمة الخليل سهرة موسيقية بعنوان «بسهر أنا وياك»، يرافقها كل من هاني السبليني، وحسين الخليل في متحف «قصر دبانة» في صيدا (س:20:30 مساءً).

وفي 15 آذار، يحيي الفنان نعيم الأسمر أمسية (س:21:00) طربية في «حمّام الجديد»، يقدم فيها مجموعة من الأغنيات الطربية على أنغام العود، برفقة مجموعة من العازفين المتمكّنين، من بينهم أمين منصور (قانون)، وطوني جدعون (كمان)، ونبيل عبد الخالق (كونترباص)، ومجدي زين الدين (إيقاع).

وتليها في 22 آذار أمسية غنائية (س:21:00) بصوت الفنانة ساندي شمعون وفرقتها، إذ تقدم برنامجاً خاصاً لأعمال سيد درويش والشيخ إمام تحت عنوان «شد الحزام». تعيد هذه الأمسية إحياء إرث موسيقي غني بمضامينه الإنسانية والاجتماعية، ويُرافقها كلّ من: سماح بو المنى (أكورديون)، وفرح قدّور (بزق)، ومازن ملاعب (إيقاع).

أما في 28 آذار، فتأخذنا فرقة «تجلّي» في رحلة موسيقية صوفية في «حمّام الجديد» (س:21:00). تتألف الفرقة من خمسة موسيقيين هم: زكريا العمر (غناء وعود)، وطارق بشاشة (كلارينيت)، ومازن زياده (باص)، وهادي الدادا (غيتار)، ومحمد عنتر (إيقاع). وتتميز هذه الفرقة بتقديمها مقطوعات موسيقية مستوحاة من الشعر الصوفي، مثل قصائد الحلاج وابن عربي، ما يجعلها تجربة فريدة تمزج بين الروحانية والتأمل الموسيقي.

ولا تقتصر الأجواء الرمضانية في صيدا على الأمسيات الغنائية فقط، إذ أطلقت بلدية المدينة الموسم الخامس من مبادرة «صيدا مدينة رمضانية» في 7 آذار، وتخلل الافتتاح عرض مولوي وأمسية رمضانية صيداوية بالتعاون مع جمعية «الكشاف اللبناني» في «خان الإفرنج»، إضافة إلى معرض للحرفيين وسوق مأكولات في السوق.

ويشكل مهرجان «صيداوي أُح» للحِرف والمأكولات الصيداوية جزءاً من هذا الموسم، حيث يُقام بين 20 و23 آذار، مقدماً تجربة رمضانية متميزة تبدأ من الإفطار وتمتد حتى السحور، حيث يتذوق الزوار أطباقاً شعبية ويتعرفون إلى الحرف التقليدية التي لا تزال تحتفظ بمكانتها في المدينة.

كما يحتضن «خان الإفرنج» برنامجاً متنوعاً من السهرات الرمضانية، حيث افتُتحت الفعاليات بعرض مولوي مع المنشد الشيخ مصطفى الجعفري، تلته أمسية على العود مع الفنان محمد الشامية، ومن المقرر أن تشهد الأيام المقبلة أمسيات إضافية، منها سهرة للفنان سعد حمدان وأخرى للفنان جهاد قبيسي، بالإضافة إلى فوازير وعروض ترفيهية ولقاءات مع شخصيات معروفة.

بهذه الفعاليات والأنشطة، تنثر صيدا نبضها الحي في كل زاوية، فيلتقي التراث بالفن، وتحتضن شوارعها وأحياؤها أجواءً تفيض بالحياة، لتغدو المدينة لوحةً تنطق بالفرح، وتجد في الفن والثقافة وسيلة لمواجهة التحديات، فتغني للعيد وترفع البيارق عالياً.

جنى بزي- الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى