نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عما قد تشهده جبهة لبنان وسط التوتر الكبير بين الجيش الإسرائيلي و “حزب الله”.
وفي التقرير، أكد نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق والكاتب تشاك فريليتش، بأن لدى إسرائيل 6 خيارات للتعامل مع تصعيد “حزب الله”، وأردف: “الخيار الأول يتمثل باستمرار تنفيذ هجمات محدودة ضد حزب الله من دون الوصول إلى حرب شاملة، في حين إن الخيار الثاني فهو وقف إطلاق النار من جانب واحد لعزل الحزب وإجباره على وقف إطلاق النار، مع بناء شرعية دولية لعملية عسكرية قد تكون ضرورية”.
ولفت فريليتش إلى أن الخيار الثالث يتمثل بإصدار إسرائيل إنذاراً واضحاً للحزب توقف النار خلال فترة زمنية محددة، أو مواجهة ضربات إسرائيلية قوية، في حين أن الخيار الرابع يتمثل باستمرار الجهود الأميركي والفرنسية للتوصل إلى ترتيب مقبول بين الجانبين.
ويتحدث المسؤول الإسرائيلي السابق عن الخيار الخامس، فيشير إلى أنه يتمثل بالقيام بعملية محدودة لاستعادة الردع الإسرائيلي، وإجبار الحزب على وقف إطلاق النار، في حين أن الخيار السادس فهو القيام بعملية كبرى تستهدف تغيير الوضع القائم مع الحزب.
وفي وقتٍ سابق، كشفت مصادر أميركية أن المسؤولين في واشنطن لديهم مخاوف جدية من أنه في حالة نشوب حرب شاملة بين إسرائيل و”حزب الله”، فإن الأخير قد ينهك الدفاعات الجوية الإسرائيلية في الشمال، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية” الذي يتم التباهي به كثيرًا، وفقًا للقناة الأميركية.
وقالت المصادر إن المخاوف، التي قال المسؤولون الأميركيون إن إسرائيل أبلغتهم بها أيضًا، عن أن القبة الحديدية قد تكون عرضة لترسانة حزب الله الضخمة من الصواريخ والطائرات دون طيار، تتزايد مع إشارات إسرائيل بشكل متصاعد للمسؤولين الأميركيين إلى أنها تستعد لغزو بري وجوي في لبنان.
وتعتبر القبة الحديدية أساسية للدفاع عن إسرائيل، وأنفقت الحكومة الأميركية أكثر من 2.9 مليار دولار على البرنامج، وفقً خدمة أبحاث الكونغرس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “النظام حقق نسبة نجاح بلغت 95.6% خلال إطلاق الصواريخ من قبل حركة الجهاد العام الماضي”، لذلك إذا تغلب حزب الله على الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، فإنه سيشكل خطراً كبيراً على حياة العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.
ومؤخراً، وصف مركز الدراسات الاستراتيجية، حزب الله بـ “أكبر جماعة عسكرية غير حكومية تسليحاً في العالم”، حيث تقول أغلب التقديرات، إنه يملك ما بين 45 و100 ألف مقاتل، ونحو 150 ألف صاروخ قصير، ومتوسط، وبعيد المدى.
في غضون ذلك، طمأن مسؤولون أميركيون وفدا من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا واشنطن هذا الأسبوع بأنه إذا اندلعت حرب شاملة بين إسرائيل و”حزب الله”، فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مستعدة تماما لدعم حليفتها، وذلك وفقا لما قاله مسؤول أميركي رفيع المستوى شارك في تلك الاجتماعات لشبكة “CNN”.
بدورها، قالت القناة الـ”12″ الإسرائيلية إنّ “اضطرار الولايات المتحدة إلى توضيح أنها ستدعم إسرائيل في حال الحرب ضد حزب الله يدل على مدى سوء العلاقات بين الجانبين”.
ويوم السبت، حذّر اللواء المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، إسحاق بريك، من أنّ إعلان “تل أبيب” الحرب على لبنان سيعني الانتحار الجماعي لـ”إسرائيل”، مضيفاً أنّ “تبعات الحرب ضد لبنان ستكون أكثر خطورةً مما حدث في الماضي”.
وأشار إلى أنّ “حزب الله يُطلق نحو إسرائيل عشرات الصواريخ والمسيّرات، وفي النهاية نحن لا ننجح في إيقافها، لا عبر استخدام الطائرات ولا عبر القبة الحديدية”، مضيفاً أنّ “السلطات الإسرائيلية تتناسى أنّه يوجد أكثر من 100 ألف نازح إسرائيلي في الشمال”.
من جانبه، قال العقيد في الاحتياط الإسرائيلي، كوبي مروم، إنّ حزب الله “يُملي قوّة التصعيد ونطاقه”، مُطالباً بوجوب أن يُعكَس الأمر، وأن “يأخذ الجيش زمام المبادرة في الشمال”.
وتوقّع أن “تسقط صواريخ حزب الله على التجمعات السكانية في تل أبيب وغوش دان وحيفا، وعلى أهداف البنية التحتية، مثل الكهرباء والماء، وستدمر جميعها في حال شُنت حرب شاملة”.