فقدت الساحة الصحافية والإعلامية اليوم واحدا من أبرز شيوخها، هو نقيب المحررين السابق الياس عون الذي توفي اليوم عن عمر ناهز 87 عاما ،وقد نعته نقابة المحررين الصحافيين الذي كان عميدا لها ،بعد دورتين انتخابيتين له كنقيب للمحررين.
شغل إلياس عون منصب أمين صندوق نقابة الصحافة اللبنانية، وعضو الأمانة العامة في اتحاد الصحافيين العرب، ثمّ انتُخب نقيباً لمحرري الصحافة اللبنانية في دورتي 2012 و2015.
صدر لهُ عددٌ من الكتب والروايات لعلَّ أبرزها روايةُ «دفتر العمر» التي صدرت عام 2006، ورواية «أقول الحقيقة» التي صدرت عن دار الفارابي عام 2008، ورواية «لا شيء غير الحقيقة» التي صدرت هي الأخرى عن دار الفارابي عام 2012.
وُلد إلياس عون في مدينة جزين عام ،1937 وهناك درس وترعرع. حصلَ عون على إجازة في الإعلام من جامعة ستراسبورغ، ثمّ بدأ النشاط الصحافي منذ العام 1957، حيثُ عمل في الحديث المصور ورقيب الأحوال والأوريان والجريدة والصفاء، كما كتبَ مقالات متفرّقة في عددٍ من الصحف العربية وأصدر في وقتٍ ما وكالة الأنباء المحلية.
المسيرة المهنيّة
اقتحمَ إليس عون مجال الصحافة مبكّرًا، حيث اشتغل في جرائد وصحف غير معروفة في البداية، ثمّ تدرَّج حتى وصل للعمل في مؤسسات إعلامية كبيرة في لبنان، فضلًا عن حضوره المستمرّ في نقابتي الصحافة والمحرّرين، وهو ما أكسبَه الخِبرة الواسعة حتى اختير نقيبًا خلَفًا لملحم كرم.
يتحدثُ كتاب «ثلاث سنوات نقيبًا» عن إلياس عون حيث يُقدّم صورة واضحة ومتكاملة – حسب كلام بعض النقاد – عن نشاط الياس النقابيّ ومشاركته في ما سمَّاهُ الواجب الوطني، كما يتحدثُ عن دور الرجل في نقابة محرّري الصحافة اللبنانية والحركة النقابية الحرّة.
أصبحَ إلياس عون مدير عام دار ألف ليلة وليلة التي تصدرُ عنها: البيرق، والحوادث، وLa revue du liban والـ Monday morning .تناول عون في روايتهِ «دفتر العمر» موضوعًا سمَّاهُ في صفحات الكتاب ملامح الحبيب والأب. ضمَّت الرواية رسائل عاشق تتنازعه الرغبة ويوقظه الوعي. هذا العاشق تجتاحه ملامح امرأة، اتقنت فن العزف على قيثارة الحب بصمت يجتاز الكلمات ويطوق خيوط رجولته والطرق المؤدية إليها حتى أحكمت تكبيله فحاصرته بجمالها كما يصفها.
في كتابه الثاني «أقول الحقيقة»، يُعرّج عون على ما يُسمّيها المسؤولية الكبرى، والتي تتمثلُ أساسًا في قول الحقيقة بحسبِ الكاتب اللبناني، حيث يرى أنَّ شرف الحقيقة أن تظلّ عارية، فلا يجوز أن تتستّر بثوب، ولا يحقّ لها أن تتبرّج وتتزيّن كما ذكرَ في إحدى الصفحات. يرى إلياس أنّ قول الحقيقة مهمّة شبه مستحيلة في ما يصفهُ الزمن الرديء، في السياسة، في ميادين الأدب والفنون وفي شؤون الفكر والأخلاق وسائر القيم الإنسانية، كما يُؤكّد في نهاية الصفحات على أكثر الذين يكرهون الحقيقة.
في كتابه «لا شيء غير الحقيقة»، يُؤكّد إلياس عون أنّه لا يخافُ على لبنان، ولكنه يتخوف من انعكاسات ما يجري في المنطقة، على الأوضاع المعيشية، والاقتصادية اللبنانية؛ فكل ما يجري – بحسبه – من ظهور دويلات داخل كل دولة، لا يُؤدي إلا إلى خدمة إسرائيل، التي تستفيد من هذا التصارع. يتحدث عون في هذا الكتاب أيضًا عن أميركا ولو بشكل مقتضب حيث يروي كيف تتدخل في بعض الدول وتُخرّبها من خلال تنمية صراعات جديدة، وحروب جديدة في المنطقة. يُعرّج عون في حديثه على الصحافي، أو المؤسسة الصحافية، وتأثيراتهما وانعكاسات هذا التأثير في تحقيق الغايات وإيصال الرسالة الإعلامية إلى حيث تريد الوصول.