كتبت فاطمة شكر في “الديار”:
أزمات متعددة ومراحل دقيقة وصعبة للغاية حول المشهدية التي انتقلت بالحلة نفسها من الـ ٢٠٢٣ إلى الـ ٢٠٢٤ وصولا إلى ٢٠٢٥، ليرسم من خلال السنة الجديدة أفقٌ جديدٌ، ربما يكون بمعايير مختلفة وعلى هوى اصحاب الشأن، سيما الإدارة الأميركية بعد دخول الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض، وتهديد الشرق الأوسط بأكمله بدفعه نحو الجحيم، ثمناً لعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن “الاسرائيليين” في غزة، هذا الكلام ان دلَّ على شيء فإنه يدلُ على أسلوب ترامب في معالجة ما يجري في المنطقة.
من هنا، يؤكدُ مصدرٌ سياسي أن ” هناك عوامل كثيرةٌ من شأنها ان تثبت قواعد اللعبة في المنطقة، لا سيما بعد عمليات الفرز الدولية والإقليمية، وما حصل من تبدلاتٍ يراهن عليها الكثيرون، من أجل الحفاظ على مكانةٍ جديدة ومعايير مختلفة لـ “الشرق الأوسط الجديد”، فيما لو استطاعت “اسرائيل” واميركا رسمها على حدا، لكن يبدو أن تفاعل منهجية المقاومة والتي بدأت تنحصر ببعض دول المحور وثبات وصمود محورٍ آخر، وتبدل بعض الدول الأخرى أو ربما انكفائها، كالذي حصل في سوريا، لهو من المؤهلات التي تفرض واقعاً جديداً للتحدي والسيطرة، في محاولاتٍ لم تفلح حتى اليوم بفرض امر واقعٍ جديد، مما يؤكدُ بأن الكيان الصهيوني لم يستطع فرض استراتيجيةٍ تقوم على الأهداف التي كان ينوي الوصول اليها، ومنها القضاء على حركة المقاومة في غزة، والاشتباكات المتلاحقة والمتصاعدة في الضفة الغربية، والثبات على الموقف الذي يجبرُ العدو للتفاوض على عدة عناوين، ومنها الرهائن مقابل الأسرى المعتقلين لدى الكيان الاسرائيلي”.
ويتابع المصدر أن ” المؤشرات اليمنية التي تتضمن ردات فعلٍ استراتيجية للأهداف التي يشنها، والتي تطال العمق الإستراتيجي في دولة الكيان، وهي عملياً وفعلياً لا تشكل الميزان الكافي لردات الفعل “الاسرائيلية”- الأميركية والبريطانية عليها، لكنها بالتأكيد تعمل بشكل فاعل، مما يدخل دولة الكيان وبالرغم من الدعم الدولي اللامحدود، إلى حرب استنزافٍ بالتزامن مع التأثير المباشر لحركة الملاحة الدولية، من خلال حرب المسطحات المائية التي تؤثر تأثيراً مباشراً على التجارة الدولية، وبالأخص فيما يتعلق بتعطيل مرافق الكيان، اضافة للدول الداعمة لها”.
ويقول المصدر ان “هذا يعطي دليلاً آخر على تأثير جبهة اليمن على المنطقة ككل، بالرغم من الحصار والعقوبات المفروضة عليه، فهي عامل من العوامل الأساسية التي تدخل في إطار المعركة المستدامة والمستمرة اتجاه الكيان، باجباره على وقف المجازر والاعتداءات في غزة والانسحاب منها. لذلك يرى المصدر بأن ” العمليات المتسارعة في المنطقة، تتجه باتجاه سكة العجلة ربما للوصول الى حلولٍ تكون لمصلحة أية مفاوضات مستقبلية، أهمها وقف العدوان على غزة، وخلط الأوراق للمستجدات الطارئة التي حصلت في سوريا، وبعض من التقلبات السياسية المختلفة وباتجاهات متنوعة، على قاعدة لا “غالب ولا مغلوب “، لتطل برأسها على مستجدات البيت الأبيض، الذي ينتظر وصول ترامب اليه بنكهة مختلفة عن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
لعل الأيام المقبلة كفيلة برسم هذه المشهدية الجديدة، لكنها بالتأكيد ستكون حاسمة بالنسبة إلى وضعية محور المقاومة، على أسس ان يكون للمحور فيها تأثير ودور كبير على صعيد كل المجريات السياسية، و لا سيما الوصول إلى محطة جديدة تفرض نفسها و تشبه “استراحة المحارب”.