كتبت جريدة “الأخبار”:
منتصف الليلة الماضية، شنّ العدو هجوماً ضخماً مستهدفاً بعدد كبير من الصواريخ مجموعة من الأبنية في منطقة تقع بين الليلكي والمريجة في الضاحية الجنوبية، ما أحدث دماراً هائلاً في عدد من الأبنية. وبعد وقت قصير، أعلن العدو، عبر تسريبات من مصادره الأمنية الى وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية وعربية، أنه «استهدف رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين». وحرصت المصادر العسكرية والأمنية الاسرائيلية على الحديث في التسريبات عن «غارة استهدفت مكاناً تحت الأرض»، في إيحاء بأن العملية شبيهة إلى حدّ كبير بعملية اغتيال الأمين العام للحزب الشهيد السيد حسن نصرالله قبل اسبوع.وفيما كان العدو يقوم بالمزيد من الاعتداءات الدموية على المدنيين، كان جنوده يسقطون بالعشرات في كمائن نصبتها مجموعات المقاومة في عدة نقاط تقع على الحافة الحدودية في المنطقة الواقعية بين كفركلا والعديسة من جهة الشرق، ويارون ومارون الراس وعيترون من جهة الغرب. وقد ساد التعتيم الكامل في إعلام العدو الذي نقل عن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وإصابة نحو 40 ضابطاً وجندياً، بعدما أقرّ أول من أمس بمقتل 8 ضباط وجنود، وإصابة نحو 35 آخرين. فيما أكّدت المقاومة أن حصيلة الأمس وفق مصادرها الميدانية، كانت عبارة عن 17 ضابطاً وجندياً، واصابة العشرات من الجنود.
ولليوم الثاني على التوالي، واصلت قوات العدو الإسرائيلي محاولاتها التقدم في بعض القرى الحدودية في جنوب لبنان، تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي الكثيف. وبعد يوم أول حافل بالنكسات والفشل، جاء اليوم الثاني – أمس – ليضيف الى مشهد العملية البرية مزيداً من الانتكاسات والضربات، حيث أكدت «غرفة عمليات المقاومة الإسلامية» من مصادرها الميدانية والأمنية الموثوقة، أنّ عدد القتلى في صفوف ضباط وجنود العدو الصهيوني في مواجهات أمس، بلغ 17 ضابطاً وجندياً، إضافة الى إصابة أكثر من 20 آخرين. ومنذ فجر أمس، حتى الظهر، بلغ عدد العبوات الناسفة التي فجّرها المقاومون بالقوات الإسرائيلية المتسلّلة في بلدتي مارون الراس ويارون أربعاً، أوقعت خسائر فادحة بقوات العدو. وبحسب المصادر الميدانية والأمنية في المقاومة، فإن «هذه العبوات زُرِعَت حديثاً بناءً لرصد ومتابعة المجاهدين لتحرّكات العدو، وبعضها زُرِع في الساعات الأخيرة قبل التفجير». وأشار هؤلاء الى أن «المقاومين تمكّنوا من زرع هذه العبوات في مسارات تقدّم محتملة لجنود النخبة في جيش العدو قبالة الحدود اللبنانية – الفلسطينية في خضم استنفار وتحشدات قوات العدو الإسرائيلي في مواقعه وثكناته العسكرية المقابلة، ووسط تحليق طائراته الاستطلاعية بكثافة في أجواء المنطقة». كما استهدف المقاومون دبابة «ميركافا» في مستعمرة نطوعة بصاروخ موجّه.
فشلت قوات الاحتلال في خمس محاولات للتقدم عشرات الامتار عند الحافة الأمامية والعدو يواصل التدمير الكلي
وفضلاً عن الاشتباكات المباشرة واستهداف قوات العدو داخل الاراضي اللبنانية، تابعت المقاومة استهداف مواقع العدو وثكناته ومواقع تموضع قواته وتحشّدها على طول المستوطنات الحدودية، بالصواريخ الثقيلة والعادية، وبقذائف الهاون والصواريخ الموجّهة، وخصوصاً تجمعات الجنود في مستعمرة وبساتين المطلّة، التي استهدفتها المقاومة بـ 100 صاروخ «كاتيوشا»، و6 صواريخ «فلق»، إضافة الى تجمع للقوات في مستعمرة كفرجلعادي، ومنطقة الثغرة في خراج بلدة العديسة، إضافة الى مستوطنات شوميرا والبصة وسعسع وأفيفيم وحانيتا ومسكافعام وغيرها.
وفي عمق الأراضي المحتلة، وفي إطار سلسلة عمليات «خيبر»، وبنداء «لبيك يا نصر الله»، أطلقت المقاومة صليةً من صواريخ «فادي 2»، واستهدفت قاعدة ناشر شرق حيفا. كما تمّ استهداف قاعدة سخنين للصناعات العسكرية في خليج عكا بصلية صاروخية. وكردٍ على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، استهدفت المقاومة مدينتي صفد وطبريا المحتلتين بصليتين صاروخيّتين.
ومن جهة أخرى، واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على المناطق المدنية في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، متسبباً باستشهاد عدد كبير من المواطنين وجرح عدد آخر، وتدمير أبنية سكنية ومؤسّسات اقتصادية وإعلامية ومراكز دينية. وفي الجنوب، قصفت قوات الاحتلال بالمدفعية والقذائف الفوسفورية القرى والبلدات الحدودية، خصوصاً في منطقتي بنت جبيل ومرجعيون. بدوره، أغار الطيران الحربي على مناطق عدة من الجنوب، وقصف مدينتي الخيام وبنت جبيل، وقرى وبلدات عديدة في المنطقة. وفي الضاحية الجنوبية، شنّت الطائرات الحربية غارات طالت حيّ معوّض حيث انهار مبنى بشكل كامل، وحارة حريك وبرج البراجنة وحي الأميركان والغبيري والشياح وحي السلم. وبعد تدميره قناة «الصراط» الدينية الثقافية قبل أيام، استهدف العدو أمس، مبنى «العلاقات الإعلامية» في حزب الله في شارع معوض، مدّعياً استهدافه مراكز تابعة لاستخبارات الحزب. وفي البقاع، تابعت طائرات العدو شنّ غاراتها على قرى وبلدات البقاع عموماً، فيما تركّزت الغارات على منطقة بعلبك – الهرمل.
واستهدف العدو الإسرائيلي لأول مرة بلدة كيفون الجبلية، كما شنّ غارة على بلدة المعيصرة (قضاء كسروان) للمرة الثانية بعد المجزرة التي ارتكبها في غارة استهدفت مبنى سكنياً الأسبوع الماضي.
كما أعلن الجيش اللبناني استشهاد أحد العسكريين نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركزاً للجيش في منطقة بنت جبيل، فيما استشهد عسكري وأصيب آخر بجروح نتيجة اعتداء إسرائيلي أثناء تنفيذ مهمة إخلاء وإنقاذ بمشاركة «الصليب الأحمر اللبناني» في بلدة الطيبة.