القوى الروحانية. 13

القوى الروحانية. 13

كتب: د. عصام العيتاوي:

الإنسان في هذه الحياة طبعأ على ما طبع عليه ، و طبيعة بكينونته يعيش بقوتيه الروحانية اولأ ثم الجسدية ثانيأ، وهما مندمجتان ببعضهما البعص، بأمر القوة الروحية اذا جاز التعبير حتى تقرب الى الفهم والمعرفة والتدبر، في هذا الخلق المحير للعقول المنفتحة على الواقع المجرد والمنطق الرياضي ؟. والسر الاكبر فيه كما خلق جنس الحيوانات كلها، ضم الروح الى الجسد علة الوجود ،وهي ميزة لا يقدر عليها الا هو سبحانه وتعالى.

والقوى الجسدية تظهرها الأعمال الخارجية للجسد كالسير والنوم والاستيقاط وغيرها من الحركات الدالة على الاعمال و الافعال نراها ونسمعها بقوانا الحسية الخمس ( العينان و الأذنان …) ، كما تدرك اعمالنا الروحانية بواسطة ما يسمى (الحاسة السادسة) المتعارف عليها في المعرفة النفسية، حتى لا اقول كما
يقال عنها فب مادة ( علم النفس )، باعتباره معرفة وليس الاعلمأ اسقاطيأ كما هو المتعارف عليه ؟ في المدارس والجامعات والمجتمع؟ .

وبما ان الكلام عن الحاسة السادسة اصبح جميع البشر يتداوله كعرف شائع درج الناس عليه ، لا سيما عند العلامة ( ابن خلدون ) الذي تحدث عنه كثيرأ حتى اضحى تعارفنا عليه جميعأ بانه موجود ، باسم الحاسة السادسة ،او المعرفة الباطنية، او اللاوعي ؟؟؟ فما يمنع ان يكون هناك اكثر من حاسة سادسة، مثلأ: سابعة و ثامنة وتاسعة و عاشرة ؟؟؟ وفي علم الامكان يمكن ان يكون اكثر ما كان ؟ مصداق قوله تعالى : ( ويخلق ما يريد ) .كما يمكن ان نقول عن الحاسة السادسة ملكة، وهكذا تتعدد الملكات عند الناس كل في اختصاصه او مهنته او مهنته…

اذن : مع علم الجميع على عدم معرفة القوى الروحانية كلها ، والاحاطة بكنهها كذلك لا يمكن معرفة ما فوق عدد الحاسة السادسة، وهذا ما يقودنا الى القبول بأكثر من الحاسة السادسة عندنا ؟ ولعل لكل تخمين نخمنه له عندنا حاسة خاصة بها …وأسأل هنا ما التفاهم والكلام عن بعد ؟ او ما هو تخاطر الافكار عند اثنين معأ ، وما هو الموعد بلا اتفاق مسبق عليه ، وغيرها كثير … ومنها الابداعات الجديدة ؟و مع احترام كل العلوم التي توصل اليها الانسان منها لفائدته و المجتمعات، او لتسخيرها للفتك بالعالم بها، وهذا ما سيقتل الناس ويدمر الأرض والحضارات مستقبلأ في مرحلته الأخيرة في الوصول الى قمة الهرم العلمي، كما حصل في الحضارات الماضية ؟…والملاحظ اليوم تسابق الدول في انتاج الأسلحة النووية خاصة، بالاضافة الى الجرثومية ( كورونا+ انفلوونزا الطيور و الخنازير و .و . ) وتخطي هذه الدول المنتجة العوامل الاخلاقية ( كل يعمل على اغتيال علماء غيره حتى لا يسبقوه الى انتاوسائل الموت والدمار الجمعي…)، وهذا دليل واضح على قتل العالم نفسه في نهاية البحث العلمي كما اشرت اليه ) ؟؟؟

وبالعودة الى القوى الروحانية لنأخذ مثلأ واضحأ يراه ويحسه وبجرب لكل الناس : (المنام) ، عندما نذهب الى النوم ونغفل عن عالمنا المعيوش : من اين يأتي عالم المنام؟ وكيف نرى ونسمع ونعقل و نحفط في منامنا؟ اليس هذا بحواس غير مستعملة في حياتنا اليومية او شبيه لها وخاصة لعالم المنام ، وان كانت من يقول هي الادوات ذاتها ؛ انما هنا العين مغمضة وألأذن تغافلت عن السمع الخارجي، ولا حركة لعظيمات طبلتها؟ أليس هذا من حواس ما فوق الحاسة السادسة ( الحدس ؟) …
وهنا مكمن السؤال والطرح الذي يراود الكثير منا ؟ : لماذا لا يكون اكثر من حدس ؟؟؟.

وباختصار موجز نستطيع القول : ان عالم المنام ، والحواس التي لنا به تدل على عالم ثان نكون فيه وهو جديد علينا ، ولنا فيه حواس جديدة باجساد جديدة علينا لكنه نفسه ونفسنا بشكل ذاته ، وطبعأ غير ما هو معلوم و متداول عند من يؤمن بنظرية ( التقمص) انتقال الروح من انسان الى آخر يجد نفسه تتكرر في آخرين ).؟؟؟لنتوصل الى الخلاصة الأتية : ان الإنسان منا سيكون يومأ ما في عالم آخر ، كما كان في عالمه هذا ، وعالمه المنامي لكن بقواه الجسدية والروحانية الجديدة الخاصة بذلك العالم؛ لأن وكل عالم مميزاته الخاصة به ،وتتلاءم معه حواسه بحسب بيئته ، وغير عالم الدنيا وعالم المنام. قال تعالى: ( وما اوتيتم من العلم الأ قليل) ؟ فبأي جسد يحاسب الانسان ، وبأي روح وهي واحدة كما يرى من يرى ذلك اويعجز الله تعالى ان يخلق لكل جسد روح ، ولكل روح جسد وهذا ما خلق، فإذا كان في العلم القليل الانسان محدود ،

فكيف بالمعرفة وهي غير محدودة وبستحيل عليه ان بكون عارفأ كليأ بكل شيئ، وما القوى الروحانية إلا من هذا القبيل ؟!؟!؟! .

Exit mobile version