!….السودان فاتحة الشهية على التطبيع
خاص مركز بيروت للأخبار
تصدرت العلاقات السودانية الإسرائيلية بقوة المشهد السياسي في السودان، وعاد الجدل مرة أخرى حول اتجاه النظام في الخرطوم نحو التطبيع مع تل أبيب، خاصة بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس أن شركات الطيران الإسرائيلي ستتمكن من التحليق فوق الأجواء السودانية في طريقها إلى أميركا الجنوبية.
وقد التقى نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي امس رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في أوغندا، واتفقا على “بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين”. جاء ذلك وفق ما نشره الحساب الرسمي لمكتب نتنياهو على موقع “تويتر”. حيث جرى اللقاء بين نتنياهو والبرهان في اوغندا.
وبحسب المصدر ذاته، جرى اللقاء بين نتنياهو والبرهان في مدينة عنتيبي، بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسفيني. وقد عبّر نتنياهو بأن السودان تجري في اتجاه جديد لتحديث السودان لإخراجها من العزلة ووضعها على خريطة العالم.
وكان نتنياهو قد صرح قبيل مغادرته مطار “بن غوريون” في مدينة تل أبيب، بأن “إسرائيل تعود إلى إفريقيا الكبيرة، وهناك تطور في العلاقات على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني”.
هل يصبح السودان ثالث دولة عربية تعترف بإسرائيل بعد مصر والأردن؟
وقد أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قد وافق خلال لقاء بينها في أوغندا على بدء التعاون لتطبيع العلاقات بين البلدين. لكن الحكومة السودانية أكدت أنه “لم يتم إخطارها” مسبقا بهذا اللقاء، فيما تحدث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن “طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني”.
وجاء في البيان أن البرهان وافق على بدء التعاون لتطبيع العلاقات بين البلدين. وتابع أن “الجانبين اتفقا على بدء تعاون يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين”. حيث يُمثل اللقاء في عنتيبي تغييرا كبيرا في العلاقات بين البلدين اللذين يُعتبران نظريا في حالة حرب.
والتطبيع الكامل للعلاقات بينهما يعني أن السودان سيُصبح ثالث دولة عربية تعترف بإسرائيل. غير أنَ المتحدث باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح أكد في وقت لاحق أنه “لم يتم إخطار” حكومة بلاده مسبقا بهذا اللقاء، من دون أن يُعطي مزيدا من الإيضاحات.
وهناك تيارات داخل نظام الخرطوم والحكومة اقترحت في وقت سابق السماح للطيران الإسرائيلي بالعبور عبر الأجواء السودانية للاستفادة من الخطوة اقتصاديا باعتبار أنها ستسهم في المساعدة على اجتياز الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
ورأت هذه المصادر أن الخطوة لن تنال من موقف الخرطوم المتشدد تجاه تل أبيب، وذكرت أن واشنطن سبق أن عرضت على السودان منح إسرائيل إذن العبور.
إلا أن الخارجية السودانية تجاهلت التعليق على تصريحات نتنياهو سلبا أو إيجابا، كما تجاهلت الرد على التسريبات الإسرائيلية بشأن توجه إسرائيلي إلى التطبيع مع السودان.
وقال الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدني السوداني عبد الحافظ عبد الرحيم إن سلطة الطيران المدني لم تتلق أية تعليمات أو أذونات فيما يتصل بالسماح للطائرات الإسرائيلية بالعبور في أجواء البلاد، وأكد أنها ما زالت محظورة عن التحليق في الأجواء السودانية.