ابتكر علماء اليابان طريقة جديدة لتشخيص خمسة عشر نوعا من أمراض السرطان، بلغت دقتها 85%، وتكلفتها أقل من 90 دولارا.
وتفيد مجلة In vivo ، بأن الديدان المستخدمة في هذه الطريقة هي ديدان صغيرة جدا من نوع Caenorhabditis elegans (الربداء الرشيقة)، حيث لا يحتاج الشخص إلى التعامل معها، بل فقط إعطاء عينة من بوله.
وتجدر الإشارة إلى أن العلماء منذ وقت بعيد انتبهوا إلى حاسة الشم القوية عند بعض المخلوقات. لذلك بدأوا يبحثون عن طريقة بديلة للطرق المستخدمة في تشخيص السرطان، ومن بين هذه المخلوقات القادرة على تشخيص السرطان الكلاب والجرذان. ولكن العلماء اكتشفوا أن حاسة الشم عند هذه الديدان أقوى من حاسة الشم عند الكلاب بمرة ونصف.
ويشير تاكاكي هيروتسو، رئيس شركة Hirotsu Bio Science، وأحد المساهمين في ابتكار الطريقة الجديدة، إلى أن الطريقة المبتكرة مبنية على ردود فعل الديدان على المهيجات الكيميائية. لأن الديدان تتحرك نحو مكان الرائحة التي تعجبها، و”تنفر” من التي لا تعجبها.
وبعد أن درس العلماء هذا السلوك، اتضح لهم أن رائحة بول الأشخاص المصابين بالسرطان تجذبها وتنفر ولا تهتم ببول غير المصابين. واستنادا إلى نتائج التجارب التي استمرت سنتين، اتضح للباحثين، أن ديدان Caenorhabditis elegans، يمكنها تشخيص الإصابة بالسرطان في مراحله المبكرة. وقد أطلق العلماء على طريقتهم الجديدة Nematode-NOSE.
ويشير هيروتسو، إلى أن المعدات المستخدمة في هذه الطريقة، موجودة فعلا في العديد من المستشفيات اليابانية، وأبدى الزملاء الأجانب اهتمامًا ليس فقط في الابتكار، بل وعبروا أيضًا عن رغبتهم بالعمل المشترك مستقبلا.
ويضيف، في الواقع هذه الديدان تشخص الإصابة بالسرطان، ولكن دون تحديد نوعه، لذلك يخطط الباحثون مستقبلا لتدريبها على شم نوع محدد من السرطان بما في ذلك ما يصعب تشخيصها مبكرا.
وتشير دراسة ثانية نشرتها مجلة Biomarkers in Cancer، إلى أن هذه الطريقة الجديدة يمكن استخدامها حتى بعد استئصال الورم السرطاني جراحيا، للتأكد من عدم وجود بقايا للسرطان في الجسم.