هل يكون “سم الرتيلاء” علاجا جديدا محتملا لداء السكري النوع 2؟!
تتمثل الآلية الأساسية التي تحفز تطور مرض السكري النوع 2، في ضعف إنتاج الأنسولين، وهو هرمون ينظم سكر الدم.
ويمكن أن تتسبب مستويات السكر في الدم غير المقيدة في سلسلة من المشاكل الصحية، بعضها قد يهدد الحياة. ومع ذلك، اكتُشف علاج جديد يمكن أن يعزز إنتاج الأنسولين، ويثبت مستويات السكر في الدم في هذه العملية.
وقد يكون الجزيء الموجود في سم الرتيلاء مسؤولا عن مواجهة الآلية الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري النوع 2.
وتعتمد النتائج التي قُدمت في المؤتمر الاحترافي لمرض السكري في المملكة المتحدة (DUKPC) 2021، على بحث سابق بقيادة البروفيسور نايجل إيروين في جامعة أولستر، والذي وجد أن سم الرتيلاء المكسيكية يزيد من إنتاج الأنسولين ويخفض مستويات السكر في الدم.
وتحدد النتائج الجديدة، من قبل طالبة الدكتوراه إيمي كولتر باركهيل، الجزيء الذي يمكن أن يحمل المفتاح: ΔTRTX-Ac1.
ولاختبار فرضيتهم، طور فريق البحث بقيادة باركهيل، نسخة اصطناعية من ΔTRTX-Ac1، لاكتشاف ما إذا كان لها التأثير نفسه على خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس في ظروف المختبر، وكذلك في الفئران. وخلايا بيتا هي خلايا فريدة في البنكرياس تنتج وتخزن وتطلق هرمون الأنسولين.
ووجد الباحثون أن ΔTRTX-Ac1 زاد إفراز الأنسولين من خلايا بيتا البنكرياس في المختبر أكثر من الضعف.
وقد يتحكم جزيء السم في القنوات الموجودة على سطح خلايا بيتا، حيث يعمل بمثابة حارس البوابة الذي يسمح للجزيئات الأخرى بالتدفق داخل وخارج الخلايا.
وحسّن ΔTRTX-Ac1 أيضا نمو خلايا بيتا، ولم يتلف الخلايا، ما يجعله علاجا مستقبليا محتملا يتطلب المزيد من التحقيق.
وعند حقنه في الفئران إلى جانب الجلوكوز، خفض ΔTRTX-Ac1 بشكل ثابت مستويات السكر في الدم على مدار ساعة، ما يشير إلى أنه قادر على زيادة إفراز الأنسولين في الفئران، وكذلك في الخلايا في المختبر.
كما قلل ΔTRTX-Ac1 من تناول الطعام لدى الفئران، ما يشير إلى أنه قد يعمل على قمع الشهية.
وبعد ذلك، يخطط الباحثون للكشف بالضبط عن كيفية عمل ΔTRTX-Ac1، بالإضافة إلى تقييم فعاليته على مدى فترات زمنية أطول في النماذج الحيوانية لمرض السكري.
وقالت إيمي: “يحتوي سم الرتيلاء على ملايين الجزيئات النشطة بيولوجيا التي قد يكون لها إمكانات علاجية. ويسلط هذا البحث الضوء على جزيء واحد محدد من سم الرتيلاء المكسيكية الشقراء، الذي يظهر وعدا في علاج مرض السكري. نحن متحمسون لمتابعة دراساتنا التجريبية لفهم كيف يمكن أن يساعد ΔTRTX-Ac1 في المستقبل الأشخاص المصابين بداء السكري النوع 2”.
وقالت الدكتورة إليزابيث روبرتسون، مديرة الأبحاث في مؤسسة السكري بالمملكة المتحدة، التي موّلت الدراسة: “كشف هذا البحث المبتكر عن وسيلة علاج جديدة واعدة يمكن أن تساعد في المستقبل في تحسين أو استعادة وظيفة خلايا بيتا لدى الأشخاص المصابين بداء السكري النوع 2. من المأمول أن تؤدي مثل هذه الأبحاث في النهاية إلى تطوير علاجات جديدة لمساعدة الأشخاص المصابين بداء السكري النوع 2 على إدارة حالتهم بشكل أفضل وتقليل مخاطر تعرضهم لمضاعفات خطيرة مرتبطة بمرض السكري. ونتطلع إلى مزيد من الدراسات لاستكشاف ما إذا كان يمكن تطوير العلاج القائم على سم الرتيلاء ليكون فعالا وآمنا للأشخاص، ويوفر سلاحا جديدا لعلاج مرض السكري النوع 2”.
طرق أخرى لتعزيز إنتاج الأنسولين
هناك طرق أخرى ممكنة لتقليل آثار مقاومة الأنسولين، والتي يمكن أن تساعد في استقرار مستويات السكر في الدم. ووفقا لموقع Diabetes.co.uk، تشمل الطرق الفعالة ما يلي:
• الحميات منخفضة الكربوهيدرات والكيتون.
• الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية.
• إنقاص الوزن.
• ممارسة الكثير من التمارين مع اتباع نظام غذائي صحي.
وتشترك هذه الأساليب في طريقة عمل مماثلة من حيث أنها تساعد جميعا في تقليل حاجة الجسم للأنسولين، ومساعدة الأشخاص على إنقاص الوزن.
ويعاني كثير من الناس من مرض السكري النوع 2 دون أن يدركوا ذلك. وهذا لأن الأعراض لا تجعلك بالضرورة تشعر بتوعك.
وتشمل أعراض مرض السكري النوع 2:
• التبول أكثر من المعتاد وخاصة في الليل.
• الشعور بالعطش طوال الوقت.
• الشعور بالتعب الشديد.
• إنقاص الوزن دون محاولة.
• استغراق الجروح وقتا أطول للشفاء.
• عدم وضوح الرؤية.
المصدر: إكسبريس