السعودية ترفض طلب هوكشتاين بالهجوم على المقاومة وتغيير لهجتها المناهضة للحرب
كتب مدير “مركز بيروت للأخبار” مبارك بيضون:
لا تزال حرب الإبادة التي يمارسها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، مروراً بالضفة الغربية ووصولاً إلى جنوب لبنان، متواصلة وبعنف تندى له الجباه، في ظل غياب دولي وعربي وصمت مطبق تجاه ما يجري من أبشع أنواع الوحشية المستمرة في تجاوز صارخ للقرارات الأممية، بل سحقها نتيجة الدعم الذي يعبّر عنه البعض المعادي للمقاومة، وأمله في انتصار “الهصيوأمريكية” في غزة ولبنان واليمن والعراق.
مصدرٌ سياسي رفيع المستوى أكد لـ”مركز بيروت للأخبار” أن “الموفد الرئاسي الأمريكي عاموس هوكشتاين زار المملكة العربية السعودية منذ أيام، وأجرى سلسلة اتصالات للضغط على “الدولة العربية الأكبر” بهدف إحداث تغيير في لهجتها ضد الحرب، ما يوفر جواً “أكثر عدائية” تجاه المقاومة ومحورها.
إلا أنه غاب عن لقاءات هوكشتاين التطرق إلى الفظائع والجرائم بحق الإنسانية، التي ترتكبها آلة الموت الإسرائيلية، المدعومة بأوامر عليا من حكومة الحرب المصغّرة “الكابينيت”.
السعودية ترفض تغيير مواقفها
لكن هوكشتاين صُدم من شبه الإجماع السعودي على رفض ما يطلبه، حيث أكد المصدر السياسي رفيع المستوى أن الموفد الأمريكي خرج من مكتب وزير سعودي برتبة أمير “يحمل خُفَّيْ حُنين”، ووجه أحمر اللون محتقناً لشدة الانزعاج من الرفض غير القابل للجدل، في تحويل الدعوات لوقف الحرب إلى مهاجمة المقاومة.
ولفت المصدر إلى أنّ المبعوث الأمريكي لم ييأس وسعى إلى فتح المزيد من الجبهات ضد المقاومة من خلال تكريس الإعلام وتجييره لمصلحة إسرائيل بشكلٍ كامل، لكن كانت الخلاصة فشل محاولاته لتأجيج الإعلام السعودي الرسمي على المقاومة، وحرفها عن مسعاها للوصول إلى “صفر مشاكل” في المنطقة.
إسرائيل تبحث عن تسوية لن نجدها!
واعتبر المصدر أنّ “حرب الاستنزاف التي اعتمدتها المقاومة في جنوب لبنان أو من اليمن والعراق مساندة لغزة ومقاومتها، هي حركة دفاعية بامتياز وقوة ردعٍ حاسمة، أما الجيش الإسرائيلي الذي كان لا يُقهر، أصبح اليوم يتلقّى الضربات من هنا وهناك وفي محاور مختلفة ومتعدّدة، حتى في الداخل الفلسطيني حيث يعاني من حركةٍ جهادية داخل الضفّة الغربية أيضاً، كل ذلك يؤكد أن إسرائيل باتت مقتنعة بأنّ نصرها مستحيل، وبالتالي تسعى إلى تحويل خسارتها لمكاسب أقلّه على الصعيد السياسة بعد سيل الهزائم التي مُنيت بها، وكميات النقاط التي تسجل لصالح المقاومة ضد”.
ورأى أنّ “إسرائيل تبحث عن تسوية خروج تحفظ ماء الوجه، لأنها تغرق يوماً بعد يوم في دماء شهداء غزة الذين تزداد أعدادهم يومياً، إضافة إلى أعباء الخسائر الفادحة التي تلحق بالجيش المعتدي، في ظل عجزه المستمر عن تحقيق إي إنجاز عسكري، ناهيك عن توسّع إطار الخلافات المتزايدة داخل حكومة يمين المتطرفة”.
كل رهاناتهم خاسرة
أما في ما يتعلق بكل القوى المعادية للمقاومة، والتي راهنت على نجاح جيش الاحتلال في سحق المقاومة في غزة، فأكد المصدر أن هذه القوى تُصاب بالخيبة تلو الخيبة لأن جيش العدو بات عاجزاً ولن يستطيع النيل من المقاومة وإرادة الشعوب الحرة بالحياة، وهو ما تسبب بإصابة “الكيان المحتل” ومن خلفه الدول الغربية والعربية بالذهول نتيجة الصمود الأسطوري للمقاومة وشعبها في غزة، حتى المعادين لخيار المقاومة المسلحة – بين ظهرانينا – باتوا أقلّ يقيناً بقدرة جيش الاحتلال على تحقيق النصر ضد المقاومة الباسلة.
وشدّد المصدر على أن “كل القوى التي راهنت على خسارة المقاومة، ومن خلفها أدواتها الإعلامية المختلفة، التي تروّج لقيام إسرائيل بشن حربٍ على لبنان تسعى إلى إثارة الخوف والرعب لدى اللبنانيين عامة وبيئة المقاومة خاصةً، لكن الواقع يقول بأن النصر الإسرائيلي أصبح مستحيلاً بسبب التغيّرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدولية، إلى جانب تطوّر قدرات المقاومة في غزة وقوى محور المقاومة،.
المقاومة ستنتصر عاجلاً أم آجلاً
ويختم المصدر السياسي رفيع المستوي لموقعنا بأنّه “بعد مرور 11 شهراً على حرب الإبادة التي لم يعرف مثلها التاريخ، بات نصر الصهاينة مستحيلاً رغم كل الدعم الغربي، لأن قوة المقاومة الفلسطينية وصمودها والتكيّف مع الظروف الصعبة أرهقت العدو وجعلته بعيداً كل البعد عن تحقيق أهدافه العسكرية في غزة، ومما زاد الطين بلة بالنسبة إليه هو مضاعفته خلال الأسابيع الأخيرة للعمليات العسكرية في الضفة الغربية، ما يعني فتح جبهة جديدة هدفها الواضح تحويل الضفة إلى غزةٍ جديدة، لكن حزب الله الذي كان ولا يزال جبهة مساندة لغزة، ورغم خوضه حرباً تكتيكية ردعية مع العدو وحرب استنزاف مستمرة وفق ما يراه مناسباً، قادر على العدو من الاستفراد بغزة، أو حتى الاستفراد بالضفة أيضاً، فعاجلاً أم آجلاً ستنتصر المقاومة في هذه الحرب، وهذا ما سينعكس حتماً بطريقة إيجابية لمصلحة القضية الفلسطينية، ولمصلحة لبنان، لكنه حتماً سيضعفُ الكيان وسيسقط مشاريعه التوسعية .