أكد رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك أن، “جبهة الإسناد في جنوب لبنان لن تتوقف إلا بتوقف الاعتداء والحرب على أهلنا في غزة وبعدها لكل حادث حديث، والنصر يحتاج إلى تقديم الدماء والتضحيات”.
وأشار يزبك، خلال إحياء الوزير السابق حمد حسن أربعينية الإمام الحسين في دارته في بعلبك، الى انه “كان الهدف من الجريمة البشعة التي حصلت مع الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه في كربلاء، هو اطفاء نور الله، ولكن الإمام الحسين جسد الحق الذي احتاج إلى دماء ليعود من جديد منتصرا وحافظا لنور الله عز وجل، فاشتكى للحسين فقدم إليه كل ما يملك، وتقدم على مذبح الحق من أجل أن يحرك الانسانية والضمير، وليوقظ الناس من غفلتهم”.
وتابع، “قتلة الإمام الحسين أرادوا للإسلام أن يُطمس، وحولوه من خلافة إلى ملك، فكان الإسلام الأموي والعباسي، واليوم الإسلام الأميركي وكل هذا الأمر من أجل القضاء على القيم الإنسانية التي يجسدها الإسلام. الإمام الحسين لما رأى أن الإسلام لا يحفظ إلا بدمه الشريف وبدم الثلة الطيبة الطاهرة من أهل بيته وأصحابه، عزم على المواجهة ليثبت أن المسالة ليست مسالة عشائرية ولا قبلية، والإمام بهذا الموقف والتضحية عرَّف الأجيال كيف تنتفض في مواجهة الظلم والتسلط والعبودية والاستعباد، ولذلك نحن اليوم عندما ننظر بعد 1400 سنة تقريبا نجد ملايين البشر من العاشقين يأتون من كل العالم الى كربلاء ويهتفون يا حسين”.
واعتبر، انه “عندما ينظر الإنسان إلى ما يجري في كربلاء من مشي وبذل وتضحيه حقيقية يعلم بأن الحسين هو الذي انتصر بانتصار العقيدة. وان كربلاء تعود اليوم من جديد بثوب جديد وعلى أيدي قتلة الأنبياء، ولا عذر لمن يقف متفرجا أمام ما يجري في غزة والضفة وفي جنوب لبنان من وحشية هذا العدو، ولكن كما انتصر الإمام الحسين ولو بعد حين، نحن أيضا على يقين بأننا لمنتصرون”.
وأضاف يزبك، “إن نتنياهو مهما حاول أن يُظهر نفسه بأنه قوي ومدعوم من أميركا والغرب، ومن الدول المتواطئة معه على أهلها وشعوبها ودينها، لن ينفعه كل ذلك، لأن الصمود الذي يسطره أهلنا في غزة نساء ورجالا وأطفالا، وهذا الصبر رغم كل القتل والدمار والتجويع، لا بد أن يترتب عليه في لحظة الانتصار”.
وأردف، “الجبهة في جنوب لبنان إسنادا لأهلنا في غزة ولإشغال العدو، وأيضا حماية للبنان، وكان العدو يتشدق ويتباهى بأنه سيعيد لبنان إلى العصر الحجري، ولكن المقاومة الإسلامية بادرت إلى المساندة وإلى مواجهة هذا العدو، والنصر سيكون حليفنا بعون الله، لأننا على الحق، والحق هو المنتصر على الباطل”.
ورأى انه، “إسرائيل وأميركا وبوارجها وحاملات طائراتها ومدمراتها لا تخيفنا، لأننا على يقين بأننا على الحق، ونحن لا نبتغي إلا إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة”.
ولفت يزبك، إلى أن “ما قامت به اسرائيل من اغتيالات، ومنها اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد محسن شكر، لن يثني المقاومة، بل يزيدها تصميما، أميركا منذ اكثر من 40 سنة كانت تريد الانتقام منه، لأنه ألمها وأوجعها، كما أوجع إسرائيل، والإنتقام آت لا محالة، ولكن نحن من يحدد الوقت المناسب، فنحن لن نترك دماء شهدائنا ولا نترك أسرانا”.
وقال: “ما زال العدو حتى الآن ضمن قواعد الاشتباك، واذا وسع الحرب وسعنا، وإذا ارادها حربا شاملة فنحن جاهزون لها، وما ظهر من إمكانات المقاومة هو جزء مما تمتلكه، نحن منذ حرب تموز حتى اليوم نعمل ونعد ليوم آت في المواجهة مع العدو، حتى لا يأخذنا على حين غرة”.
وختم يزبك: “نتمنى من أهلنا وشعبنا أن لا يستمعوا لتحاليل الآخرين، وللحرب النفسية التي يطلقها بعض المرتبطين بأماكن أخرى، والتخويف من قبل المبعوثين من هنا وهناك، نحن لا نخاف إلا من الله عز وجل، ونعمل بحسب ما يقتضيه تكليفنا بين يدي الله سبحانه وتعالى. إن هذا الظلم لن يدوم، ونحن وإياكم ننتظر الفرج، والمستقبل هو لأصحاب الحق”.