يريد التخلّص من بري بعد استشهاد نصرالله.. سمير جعجع: أنا أو الفوضى؟

كتبت جريدة “الأخبار”:
لولا «الحياء» لـ«دبك» قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كما فعل بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وقد يكون قد فعلها سراً، إذ نالَ ما تمنّى وبدأت الأمور تسير كما يشتهيها، إذ تحقّقت «توقعاته» التي لطالما جهر بها في الجلسات الداخلية، حول «الحرب الإسرائيلية التي ستدمّر حزب الله»، و«حينها نتحاور معه على رئاسة الجمهورية بعدما يأتي ضعيفاً إلى طاولة الحوار». وبعد سقوط النظام في سوريا، بات «الحكيم» أكثر اقتناعاً بأن المنطقة دخلت العصر الأميركي – الإسرائيلي مجدّداً، ما يعني أن فرصته الوحيدة ليأتي رئيساً للجمهورية قد حانت، على ظهر دبابة أو غيرها. وهو كانَ يتوقّع، أقلّه من حليفته المملكة العربية السعودية، بعد كل هذه التطورات، أن تمنحه دعمها الكامل ليكون رئيساً للجمهورية، قبل أن تحبطه الأخيرة بإعلان تأييدها لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون.

حتى الآن، لم يرشّح جعجع نفسه. لكنّ لدى معراب مرشحاً واحداً اسمه سمير جعجع، لأن الفرصة اليوم (باعتبار أن المحور هُزم وحزب الله ضعيف جداً كما يتوهّم «الحكيم») لا يمكن تضييعها ولو كانَ البديل الفوضى.

بعد عودة النائب بيار بو عاصي خائباً من لقاء جمعه مع مسؤولين سعوديين في باريس، حيث استشعر دعماً لعون وبأن الفرصة قد تفلت من يده، بدأ جعجع التفكير في كيفية الخروج من مأزق التنصل من مرشح الأميركيين والسعوديين معاً؟ ما يدور في ذهن الرجل هو غير ما يدور في كل الكواليس السياسية. كل ما يهمّه اليوم هو تطيير الجلسة المقبلة، خوفاً من «تهريبة» للفريق الآخر، أو توافر توافق حول قائد الجيش، رغم أن الأخير لا يملك الأصوات الكافية لذلك. ولأن الخيارات السياسية بالنسبة إليه محدودة، من غير المعلوم إلى أي وسيلة قد يلجأ «الحكيم» لضمان عدم انتخاب رئيس. وهو ذهب أبعد من الجميع، إذ بدأ يلمّح إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة تسبق الانتخابات الرئاسية، أو حتى انتظار الاستحقاق النيابي في موعده، على قاعدة أن «دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض سيزيد من الضغط على حزب الله، وربما يستأنف الإسرائيلي حربه فيُكمل على ما ومن تبقّى، أو تحصل ضربة إسرائيلية ضد إيران فينتهي حزب الله سياسياً». ويأمل جعجع بأن الانتخابات النيابية ستكسر احتكار الثنائي أمل وحزب الله للمقاعد الشيعية في مجلس النواب، ما يتيح إزاحة بري من رئاسة المجلس وانتخاب بديل له من خارج الثنائي، بما يقلب التوازنات لمصلحته ويتيح انتخابه رئيساً للجمهورية. ويبدو أن جعجع يفضّل الفوضى والفراغ على أي خيار غيره، لكنه قد يكون مضطراً للخضوع في لحظة ما، خصوصاً ما إذا حمل الموفد الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت معه اسم قائد الجيش كما فعل الموفد السعودي يزيد بن فرحان. وهنا، مع انعدام فرصه في التهرب أو المراوغة، يبقى رهانه الوحيد معلّقاً على رفض خصومه، حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، لانتخاب قائد الجيش، بما يبعد عنه تجرّع مرارة إسقاط اسم جوزيف عون في صندوقة الاقتراع.

Exit mobile version