وهاب: نتنياهو سيستمر في الحرب حتى النهاية و”الحزب” لن يستسلم
قال الوزير السابق وئام وهاب أن “رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو لن يوقف حربه ضد لبنان، بل سيمضي فيها حتى النهاية التي لا يمكن تحديدها حتى الآن”، وأوضح أن “المفاوضات التي خاضها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بين عين التينة وتل أبيب، شابتها خلافات جذرية حول 13 نقطة أساسية، أي معظم البنود المدرجة في الاقتراح الأميركي، باستثناء الهدف الرئيسي وهو رغبة الجميع في وقف إطلاق النار”.
وأضاف وهاب، في حديثٍ لصحيفة “الأنباء”، أن “الجانب الأميركي يسعى إلى وقف فوري لإطلاق النار بشروط معينة لن يوافق عليها حزب الله، الذي يرى أن الاتفاق كما طرحه الأميركي والإسرائيلي يتضمن استسلامه، وهو ما لن يقبله”.
وأشار إلى أن “مشهد الحرب يميل نحو التصعيد، مع المزيد من العنف والدمار، وخوف من أن تطول الاغتيالات ضد القيادات السياسية اللبنانية بهدف إشعال فوضى شاملة في البلاد”.
وعن المخاوف من فتنة داخلية في لبنان، أكد وهاب أن “الخوف من الانزلاق إلى فتنة قائم، ولكن الوضع يبعث على الارتياح لعدم وجود تمويل خارجي لها ولوجود إجماع لبناني غير مسبوق على التصدي لهذا الخطر”، كما أعرب عن ارتياحه لموقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في دعوته إلى التمسك باتفاق الطائف والمشاركة في الحياة السياسية والنيابية، داعياً إلى انتخاب رئيس للجمهورية بعد وقف إطلاق النار، وأشار إلى أن “هذا الموقف يعد تحولاً كبيراً في مواقف حزب الله، ويجب التعامل معه بإيجابية تامة”.
وأكد وهاب رفضه لاتهام بعض القيادات السياسية بالعمالة، مشيراً إلى أن “الاختلاف في الرأي حول قراءة المرحلة الراهنة لا يعني العمالة أو كره الآخرين، بل هو أمر طبيعي في إطار النقاش السياسي”.
وتحدث عن القرار الدولي الذي يسعى إلى تحجيم الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية، لافتاً إلى أن “حزب الله، على الرغم من القرار الأممي 1701 الذي ينص على انسحابه من جنوب الليطاني، لن يسلم سلاحه للدولة اللبنانية إلا في إطار مشروع سياسي وطني شامل”.
وأضاف وهاب، “المعركة ليست ضد حزب الله وحده أو ضد لبنان كدولة، بل ضد المنطقة ككل”، موضحاً أن “الهدف من سياسة الشرق الأوسط الجديد هو توسيع رقعة الحرب لتحقيق أهدافها، ويشمل ذلك تدخلات إقليمية ودولية، مثل الدور الروسي في لجم التصعيد مع سوريا”.
وفيما يتعلق بالحلول في لبنان والمنطقة، أكد أنه “لا يمكن تحقيق الاستقرار دون دور عربي فعال يعيد ترتيب ما بعثرته الخلافات المحلية والدولية”، وأشار إلى أن “لبنان أساء إلى الدور العربي وتأخر في إدراك أن الحضن العربي هو الملاذ الآمن له وللمنطقة”، مشدداً على أن “دور العرب أساسي لحماية القضية الفلسطينية واستقرار الدول العربية مثل سوريا والعراق ولبنان والأردن”.
وعن الاتهامات الموجهة إليه بنقل البندقية من كتف إلى كتف، قال أنه “لبناني حر وعروبي حتى النخاع”، مشدداً على أن “كل المدن العربية من المحيط إلى الخليج هي بالنسبة له كما بيروت الحبيبة”.
وفي ختام حديثه، أكد وهاب أن “المنطقة أمام مشروع كبير لتغيير وجهها، وأن التعاون العربي سيجبر الولايات المتحدة والدول الكبرى على إعادة النظر في حساباتها، مما يحقق منظومة استقرار عربية تؤدي إلى السلام الدائم وتطوير القدرات العربية”.