الاخبار الرئيسيةمقالات

وزير الخارجية يبق البحصة: هكذا تعطلت “التشكيلات”

الجمهورية- عماد مرمل

تحوّلت التشكيلات الدبلوماسية مادة تجاذب حاد بين «طُهاتها» الكثر، حتى «شاطت» الطبخة التي يريدها كل منهم على «مذاقه».

الى حين تبيان ما اذا كان بالإمكان إعادة تعويم التشكيلات قبل الاستحقاق الانتخابي، تعددت التفسيرات للأسباب الكامنة خلف إجهاضها بعدما كانت ولادتها قاب قوسين او أدنى.. فما هي الرواية الحقيقية؟

كمَن أراد ان يبق البحصة، يقول وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب لـ»الجمهورية» انّ التشكيلات الدبلوماسية فشلت حتى الآن، ويبدو انني كنت غير مصيب عندما تفاءلتُ بإنجازها في القريب العاجل.

ويضيف بمرارة: تبيّن انّ البعض ليست لديه نية لإقرار تلك التشكيلات، موضحا ان رئيس الجمهورية ميشال عون كان super gentleman بالتعاطي معي في هذا الملف.

ويشير الى ان من يتحمّل مسؤولية إخقاق مشروع التشكيلات هم سياسيون ودبلوماسيون على حد سواء، كاشفاً انّ «بعض الدبلوماسيين في الإدارة المركزية وسفارات الخارج شَوّشوا علينا وسرّبوا الى الصحف اخباراً غير صحيحة لإفشال التشكيلات لأنها لم تكن على ذوقهم ولا تحقق مصالحهم، كذلك هناك شخصيات سياسية لم تتجاوب معنا واضاعت الوقت في الاخذ والرد من دون أي نتيجة».

ويعتبر بوحبيب انّ «النكايات والكيديات هي التي أدّت الى تعطيل التشكيلات الدبلوماسية في اللحظة الأخيرة بعدما كنّا قد قطعنا شوطا كبيرا نحو إتمامها، آخذين في الحسبان ضرورة التوفيق بين التوازنات السياسية والطائفية من جهة وعاملي الكفاية والجدارة من جهة أخرى».

ويتابع: لقد تعاطيتُ مع هذا الملف بواقعية وبراغماتية، واستقبلت في مكتبي ممثلين عن المكونات السياسية للتشاور في شأن التشكيلات التي أعرف انها لا بد من ان تخضع الى المحاصصة بحكم طبيعة النظام الطائفي اللبناني، وكان همّي ان لا تأتي تلك المحاصصة الاضطرارية على حساب المعايير الموضوعية في الاختيار، وبالتالي أمضيتُ وقتا طويلا في السعي الى تركيب هذا البازل الدبلوماسي، ولكن ما كدت انتهي منه حتى عادت الأمور إلى نقطة الصفر والمربع الأول.

ويوضح انّ من بين الذين التقاهم علي حمدان عن الرئيس نبيه بري، وطارق صادق عن النائب جبران باسيل، ووائل ابو فاعور وأكرم شهيّب عن رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط، «وهم زاروني اكثر من مرة في الوزارة حيث سعيتُ الى تدوير الزوايا، كذلك كنت على تواصل عند الحاجة مع الأقطاب».

ويضيف: انا شخصيا لم يكن لي لا ناقة ولا جمل في الحصص، وبالتالي لم أحاول الإتيان بأي أسماء محسوبة عليّ، بل كان همي الوحيد وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، على قاعدة تعيين الدبلوماسي الأفضل في الموقع الملائم، إذ حتى ضمن المحاصصة بين السياسيين يمكن اختيار الأحسن خصوصاً ان الطاقم الدبلوماسي هو واجهة لبنان. وبالتالي، فأنا توصّلتُ بعد مخاض الى مشروع تشكيلات كان أفضل الممكن ولم يكن هناك مبرّر لتعطيله، الا انّ الحسابات الضيقة فعلت فعلها وأضاعت الفرصة.

ويلفت بوحبيب الى انّ البديل عن إقرار التشكيلات هو التمديد للأمر الواقع «وفي ذلك ظلم لدبلوماسيين يجب إنصافهم»، مشيراً الى انه «اذا صَفت النيات فإنه بالإمكان إعادة تصويب الأمور وإقرار التشكيلات الدبلوماسية قبل حصول الانتخابات النيابية التي سنصبح بعدها امام حكومة تصريف أعمال ليس بمقدورها اتخاذ قرارات أساسية».

زر الذهاب إلى الأعلى