كتب مبارك بيضون
مع تخطي العدوان على غزة عتبة الـ 100 يوم، يستمر الإسرائيلي بجنونه الهمجي، وتستمر حركات لمقاومة بصمودها الأسطوري أمام آلة القتل الاسرائيلية المشرعة من الادارة الأمريكية، في محاولة لإخراج تل أبيب من المأزق الذي وضعت نفسها به بشروطها التعجيزية لوقف العدوان على غزة.
ويشير مصدر مطلع إلى أن “المقاومة في غزة صمدت ثلاثة أشهر أمام الوحشية الإسرائيلية، وتستطيع الصمود لأكثر من ثلاثة أشهر أخرى، فهل الاسرائيلي مستعد لتحمل المزيد من الخسائر البشرية والمادية، بالتوازي مع اقتصاد منهك وجيش خارت قواه؟ في المقابل ما زالت المقاومة في غزة تمتلك إرادة الصمود والمواجهة، فضلًا عن أنفاق تحتوي على سلاح وطعام ودواء ووقود.”
ويؤكد المصدر على أن “ليس المطلوب من حركة حماس كونها حركة مقاومة أن تنتصر في معركة ضد جيش كلاسيكي، بل المطلوب منها منع الجيش الإسرائيلي من تحقيق الانتصار، والوقوف أمام طموحاته ومخططاته، لذلك عجز الإسرائيلي عن تحقيق صورة نصر يستطيع فيها وقف الحرب والخروج من مستنقع غزة، رغم كل المحاولات الأمريكية في تطويل مدة الحرب.”
لفت المصدر إلى أن “النصر الوحيد الذي تحقق بعد 3 أشهر من الحرب المتواصلة على القطاع هو الوصول الى حذاء يحيى السنوار.”
أما عن الجبهة مع لبنان أكد المصدر على أنها “جبهة مساندة، وهي جبهة معقدة على المستوى السياسي والعسكري، خاصة مع التحذيرات المباشرة وغير المباشرة التي حملها الوسطاء والوفود الاوروبية والامريكية الى لبنان منذ السابع من أكتوبر، في محاولة لنزع نصر في السياسة لم يستطيعوا تحقيقه في الميدان. مشيرًا إلى أن “المقاومة في لبنان استخدمت تكتيكات مضادة للتكتيكات الإسرائيلية ليس الا، ولم تستخدم سوى 5% من قوتها العسكرية مع خط إمداد مفتوح من طهران.”
بينما اليمن، أشار المصدر إلى أنه رغم الحصار والحرب ولوائح الإرهاب والتهويل والترغيب، ظلت الجبهة اليمنية جبهة مساندة ان كان من خلال توجيه الضربات المباشرة على جنوب الأراضي المحتلة او شلها حركة مرور السفن الى موانئ فلسطين المحتلة عبر باب المندب، ناهيك عن الإرباك السياسي الذي أصاب علاقات واشنطن بالدول التي خرجت من التحالف قبل أن يتشكل.
الجبهة العراقية ليست في أهدأ أيامها، وهي التي دعمت غزة بمحاربة الأصيل بدلًا عن الوكيل، عبر استهداف القواعد الأمريكية المنتشرة في العراق وسوريا، لتأكيد تماسك محور المقاومة، إذ لم يخرج استهداف المستشارين العسكريين الايرانيين اليوم عن هذا التماسك الذي يؤكد وحدة الدم والمصير في محور وجه الصفعات للولايات المتحدة، رغم خلافها التكتيكي مع تل أبيب.
ختم المصدر بأننا “أمام نصر جديد يسجله محور المقاومة في جولة دموية فرضها الكيان، المهتز داخليًا، في محاولة لحماية رأس نتنياهو من المحاكمة، لأن الجميع بات يعلم أن نهايته ستكون في اليوم التالي لنهاية الحرب.”