وثائق الشباك في يد حماس

كتب مبارك بيضون

كتب مبارك بيضون


لم يزل “طوفان الأقصى” الحدث المزلزل الذي غير وجه المنطقة يتفاعل مع ارتفاع عدد شهداء قطاع غزة الى ما يفوق الـ 4000 الى جانب أكثر من 12 ألف جريح جلهم من النساء والأطفال، في هجوم تخطى كل المعايير الإنسانية ليصبح الوضع في غزة مأساوي ولا تنطبق عليه أي من الأسس الأممية فيما تفعله آلة القتل الصهيونية، التي لم تستطع سوى الاستقواء على المدنيين وتنفيذ تغريبة فلسطينية جديدة مدعومة بتعاطف غربي قائم على الأكاذيب والشائعات والتضليل، ناهيك عن جسر جوي مفتوح من المساعدات العسكرية الأمريكية، والتي تداعت لحماية الولاية الواحدة والخمسين القابعة على أرض فلسطين.
ويشير مصدر مطلع إلى أن “استمرار استهداف المدنيين في غزة وقتل النساء والأطفال سيؤدي إلى حركة شعبية في العالم العربي والتي من شأنها أن تتطور الى ثورات تؤدي إلى سقوط أنظمة عربية، مؤكدًا على أن “مؤتمر شرم الشيخ ما هو إلا لتهدئة الشارع العربي وذر الرماد في عيون الشعوب ليقال أن حراك ما يجري خلف الكواليس تجاه فلسطين في ظل الانكسار والانهزام والتراجع العربي، لتبقى المقاومة هي القادرة على الضغط على الصهاينة وتجبره على التراجع والانكفاء عنوة.
ويلفت المصدر إلى أن ما حصل في السابع من أكتوبر كان عملية جريئة وبطولية والتي أدت إلى ولادة شرق أوسط جديد، جعل من الكيان الإسرائيلي الحلقة الأضعف أمام قوى المقاومة الممتدة على صعيد المحور، وأن هذا الطوفان كان له تداعيات على مستويين:
المستوى الأول هو المستوى السياسي، والذي يتمثل بنهاية رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو سياسيًا، حيث أن هذه الضربة أربكت العدو المربك أصلًا بسبب الاحتجاجات الداخلية، والتي ستؤدي إلى تكرار سيناريو ما حصل عقب حرب تموز 2006 من إسقاط ايهود اولمرت وتشكيل لجنة تحقيق داخلية كالتي تشكلت برئاسة فينوجراد، إضافة إلى إمكانية انهيار الحكومة داخليًا بسبب إختلاف ألوان الحكم الداخلي، خاصة أن نتنياهو دمر سردية أرض الميعاد التي يسوق لها على أنها الأرض المحمية لنجد أن أكثر من مليون مستوطن غادروا الأراضي المحتلة.
المستوى الثاني هو المستوى الأمني، الذي تلقى ضربة في المقتل لخمسة مراكز أمنية حساسة تابعة للشباك، ولن يتوقع الكيان الإسرائيلي أن يصل اي فلسطيني إليها، حيث دخلوها بطريقة تكتيكية واغتنموا خرائط وخطط ومعلومات تؤدي الى فضح لوائح العملاء في غزة، وهذا ما أدى الى ارباك العدو وانهيار الجبهة الداخلية بشكل سريع.
ويشير المصدر إلى أن الحل الدبلوماسي سيعيد إحياء المبادرة العربية التي أقرت العام 2002 في قمة بيروت، والتي دعت الى إنشاء دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، بناء على قرار مجلس الأمن 181. وهذا ما لا يمكن للفلسطينيين القبول به بعد التضحيات الجسام التي قدمت على مذبح تشكيل وطن ممتد من البحر الى النهر.

Exit mobile version