كتب البير خوري:
ماذا قصدت واشنطن باِرسالها غواصة نووية نووية الى الشرق الأوسطة لحماية امن المنطقة؟وهل كان للأدارة الأميركية ان تتخذ مثل هذه الخطوة بلا موافقة الكونغرس ومجلس الشيوخ؟وهل ان الوضع الأمني في الشرق الأوسط وصل الى هذه الدرجة من الغليان فبات يهدد وجود الولايات المتحدة العسكري والسياسي والمخابراتي في المنطقة؟
لا يختلف اثنان على ان العالم كله محاصر بالأخطار والتهديدات من انواع واحجام مختلفة،بدءا من الحرب الروسية-الأوكرانية وصولا الى صواريخ انطلقت من لبنان لتقع في قلب اسرائيل ما دعى حكومة نتانياهو اليمينية الى الرد بمزيد من العنف على جنوب لبنان،والتهديد بمزيد من الضربات قد تؤدي الى حرب يخطّط لها الكيان الصهيوني منذ سنوات عدة حتى اكتمال تهويد الضفة الغربية بالكامل وحصر الوجود الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر اصلا جغرافيا واقتصاديا ومعيشيا.
في العلن تدعي حكومة نتانياهو المهددة داخليا بالسقوط امام الرأي العام العالمي والأقليمي،رفضها لتوسيع دائرة الصراع الى حرب شاملة،لكن الواقع يؤكد ان الأمور تميل الى المزيد من التعديات والتهديدات حتى تكتمل دولة اسرائيل بضم ما تبقى من اراضي الضفة الغربية اليها وطرد ابنائها الفلسطينيين من مسيحيين ومسلمين،اِمّا بالتهجير القسري كما حصل في نكبة ١٩٤٨،أم بالهجرة الطوعية وفق مشروع مشبوه يفترض شراء الأراضي من قبل مؤسسات عقارية،دولية وعربية ومحلية يصار لاحقا الى تسجيلها بأسماء اسرائيلية فتصبح هذه الأراضي ملكا شرعيا لليهود.
وما يحدث من انتهاكات للمسجد الأقصى عن سابق تصور وتصميم يلتزم المشروع الأسرائيلي ويجري تنفيذه على مراحل وبمنتهى الدقة على مرأى الرأي العام العالمي وبمعرفة مسبقة من عدد من الدول العربية وبدعمها غير المعلن،الأمر الذي تنبهت له وحذّرت منه القوى الفلسطينية والعربية المقاومة مرات ومرات ..ولكن هيهات من سميع او مجيب!
واقع الحال،غابت القضية الفلسطينية حتى تكاد تذوب وسط هذا الحجم الهائل من الصراعات الدولية والأقليمية،ولولا صمود المقاومة الفلسطينية من اطفال الحجارة الى المصلين في المسجد الأقصى الى استشهاد العشرات فب مواجهة جيش الأحتلال الأسرائيلي لغابت القضية المقدسة عن الساحات العربية المسغولة بهمومها الوجودية ومشاريعها الأقتصادية واستثماراتها الخارجية ولو على حساب الشعب الفلسطيني بطرق ملتوية ومشبوهة.