“واشنطن بوست”: بايدن يناقض نفسه.. يوبّخ “إسرائيل” ويحافظ على دعمها
أكدت صحيفة “واشنطن بوست” أنّ الإدارة الأميركية لن تجري تغييراتٍ مهمةً في دعمها الثابت للاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من البيان “الغاضب” الذي أصدره الرئيس جو بايدن، في أعقاب مقتل عمّال الإغاثة من “المطبخ المركزي العالمي”، وبينهم أميركي، بعدما استهدف الاحتلال سيارتهم 3 مرات.
ورأت الصحيفة أنّ الإدانة التي أدلى بها بايدن ليست إلا “المثال الأحدث على النهج المتناقض” الذي يتّبعه بايدن تجاه الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، إذ يوبّخ “إسرائيل” بسبب عمّال الإغاثة، ويحافظ على دعمه السياسي الثابت لها.
وبعد ساعات فقط من تصريح بايدن بأنّه “غاضب ومنكسر القلب” بشأن العمّال، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، للصحافيين، أمس الأربعاء، أنّ دعم الإدارة الصارم لـ”إسرائيل” لن يتغيّر، كما ذكرت الصحيفة.
في السياق نفسه، أشارت الصحيفة إلى ما قاله مؤسس “المطبخ المركزي العالمي”، خوسيه أندريه، خلال المقابلة التي أجراها مع وكالة “رويترز”، التي أكد فيها أنّ “إسرائيل” استهدفت العمال بصورة منهجية سيارةً تلو الأخرى، داعياً واشنطن والدول الأخرى التي قُتل مواطنوها إلى إجراء تحقيقاتها الخاصة فيما حدث.
وتطرّق إلى الدور الذي تؤديه الولايات المتحدة في الحرب الإسرائيلية على غزة، مشيراً إلى أنّها تقدّم الأسلحة التي يقتل فيها الاحتلال الإسرائيلي المدنيين.
ومع ذلك، قال كيربي إنّ الولايات المتحدة تثق بأنّ “إسرائيل ستجري تحقيقاً شاملاً وشفافاً”، مضيفاً أنّ بلاده “لم تحدّد موعداً نهائياً لاستكماله”، وأنّه “غير متأكد مما إذا كانت الأسلحة المستخدمة في الهجوم قد تم توفيرها من جانب الحكومة الأميركية”.
“واشنطن بوست” ذكرت أيضاً أنّ الرئيس الأميركي “أبدى استعداداً خلال الشهرين الماضيين لاستخدام خطاب أكثر صرامةً مع إسرائيل”، إلا أنّه في الوقت نفسه ليس مستعداً حتى الآن للتوفيق بين انتقاداته من جهة، والضغط الملموس من جهة أخرى.
وفي هذا الإطار، أكدت الصحيفة أنّ بايدن وكبار مساعديه لا ينوون فرض إجراءات عقابية على الاحتلال، مثل تكييف أو تعليق مبيعات الأسلحة إليه، مضيفةً أنّ مساعديه سارعوا إلى تخفيف التأثير الذي قد يسبّبه الخلاف بين بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
يأتي كل ذلك بينما تحاول واشنطن ترميم صورتها الآخذة بالتدهور داخلياً وخارجياً، نظراً إلى دورها المحوري في استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، زاعمةً الحرص على المدنيين، ومحافظةً في الوقت نفسه على الوتيرة الثابتة لدعم الاحتلال على الصعد كافةً.