الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

هوكشتاين جاء ليشهد على استسلام حزب الله وتسليم سلاحه

تبلّغ ان جبهة الجنوب ما زالت مُرتبطة بغزة... فردّ أن الحرب مُستمرّة

هوكشتاين جاء ليشهد على استسلام حزب الله وتسليم سلاحه

كتب كمال ذبيان في “الديار”:

انقطع الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين عن زيارة لبنان منذ اشهر، وترك رسالة «اسرائيلية» لدى المسؤولين اللبنانيين الذين يلتقيهم في اثناء زياراته، بان الجهود الديبلوماسية استنفدت، وان العدو الاسرائيلي متجه الى الحرب الواسعة، وسينقل ثقله العسكري الى شمال فلسطين المحتلة عند الحدود مع لبنان.

كان هوكشتاين يحمل معه الى لبنان الشروط «الاسرائيلية»، بان يبتعد حزب الله عن الحدود نحو ما بين 2 و5 كلم، ليعود سكان المستوطنات «الاسرائيلية» اليها ومعهم اهالي الشريط الحدودي في الجنوب، والذي كان جاء تحت عنوان ترسيم الحدود البرية، ورُفض طلبه لانها مرسمة وتنتهكها «اسرائيل»، ولا لزوم لمهمته التي اعتبرها استكمالاً لما قام به من ترسيم للحدود البحرية، التي لم تأت لصالح لبنان، الذي تخلى عن النقطة 29.

ففي زياراته السابقة حاول هوكشتاين، فصل جبهة لبنان عن غزة، وعدم ربط وقف المعارك العسكرية في جنوب لبنان بالحرب على غزة، التي اعلن حزب الله مساندته لمقاومتها واهلها، فلم يحقق هوكشتاين في زياراته الست الى بيروت ما كان يسعى اليه، وهو تأمين الامن «لاسرائيل»، التي كان يثقلها عبء مغادرة نحو 75 الف مستوطن منازلهم، ووعدوا بالعودة اليها خلال شهر، لتمتد الفترة الى نحو اكثر من سنة، اضافة الى آلاف الصواريخ التي اطلقها حزب الله على مقرات عسكرية ومستوطنات، وشل الحياة الاقتصادية في شمال فلسطين المحتلة، والتي امتدت الى مسافة بعيدة ووصلت الى «حيفا» وتخوم «تل ابيب» وصفد وطبريا الخ…

فحضر الموفد الاميركي، بعد نحو ثلاثة اسابيع على بدء الحرب «الاسرائيلية» الواسعة على لبنان، والتي اتت فور الاعلان عن استشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، للاستثمار بها، وظن بان المقاومة باتت امام مرحلة مختلفة التي كانت عليها قبل اشهر، وان حزب الله سيكون مرناً اكثر في قبوله بتطبيق القرار 1701، وفوّض الرئيس نبيه بري بذلك، الذي اصدر بياناً مشتركاً مع الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، يتضمن في بنوده تنفيذ القرار الدولي بكل مندرجاته، لكن بري استثنى فيه القرار 1559 الذي ورد في النص مع القرار 1680، والذي بدأت حملة سياسية وحزبية، تطالب بتنفيذهما كاساس في القرار 1701.

وكشف مصدر سياسي اطلع على زيارة هوكشتاين، عن ان بري ابلغه بان القرار 1559 اصبح خارج الخدمة، وان البحث يجب ان يركز على آلية تطبيق القرار 1701 من الجانبين اللبناني و «الاسرائيلي».

ففي زيارة هوكشتاين هدف واحد، وهو كيف يمكن اخلاء لبنان من سلاح حزب الله ، الذي يبدأ من جنوب الليطاني، ومن خلال القرار 1701 الذي ينص على ان ينتشر في هذه المنطقة الجيش اللبناني مع القوات الدولية، واحتمال زيادة عديدهما الى اكثر من 30 الفاً، على ان ينسحب حزب الله من المنطقة، وزاد عليهما هوكشتاين ان يحظى الطرفان الجيش والقوات الدولية بصلاحيات من خلال تعديل مهامهما، لا سيما القوات الدولية التي ربط القرار 1701 تحركها في المناطق المحددة لها، بموافقة الجيش اللبناني او التنسيق معه، حيث لا تخرج دورية للقوات الدولية عن الخط المحدد لها في القرار، وكان يشكل خروجها عنه اشكالات مع الاهالي، الذين يعتبرون بعض فصائلها وكتائبها وضباط وعناصر فيها، يعملون لصالح العدو الاسرائيلي.

وحاول هوكشتاين الابتعاد عن صدور قرار جديد عن مجلس الامن الدولي، لانه يعلم بـ»الفيتو» الروسي والصيني فيه، وسعى الى تعديلات على القرار، تتعلق بمهام «القوات الدولية التي سيقع عليها دور اخلاء جنوب الليطاني من المسلحين، وبمساعدة الجيش اللبناني، وهذا ما ركز عليه هوكشتاين في زيارته ، التي ستكون ربما الاخيرة الى لبنان، مع انتقاله الى وظيفة خاصة، وخروج الرئيس الاميركي جو بايدن من البيت الابيض، وهو موفده الى لبنان، ومكلف بمهمة وقف القتال فيه بين العدو الاسرائيلي وحزب الله، الذي ما زال يربط وقف عملياته العسكرية بغزة.

لم يحصل هوكشتاين على جواب من بري وميقاتي اللذين التقاهما حول هذا الموضوع، وابلغهما بان «اسرائيل» ذاهبة الى تصعيد عسكري اكبر، لان عدم دخولها البري الى لبنان، او اقله الى جنوب الليطاني، يعود الى ان الادارة الاميركية الحالية ما زالت تمنعها عن ذلك، وارسلت هوكشتاين للبحث في موضوع وقف حزب الله للقتال وتسليم سلاحه، وظهر ان قدراته الردعية ضعيفة، وهو بدأ يخسر كما نُقل عن هوكشتاين، الذي حضر ليشهد على استسلام حزب الله وتسليم سلاحه وهو لم يحرزه، فابلغ المسؤولين بان العدو الاسرائيلي مستمر في الحرب، وان اي تأخير بوقف القتال سيكون وبالاً على لبنان.

زر الذهاب إلى الأعلى