الاخبار الرئيسيةمقالات

هنا الجنوب، هنا الوطن…

هنا الجنوب، هنا الوطن…

كتبت نادين خزعل: 

نتصف الفجر، التوقيت 26 كانون الثاني 2025 بتاريخ الإرادة والصمود والكرامة والشرف.

مقالات ذات صلة

السماء ملبدة بالغيوم وطائرات العدوّ أفلت، خطوات العائدين طغت على أصوات الدبابات، والأقدام ترسم الخطوات الأولى على طرقات جرفها العدو الحاقد..

الكلمات الأولى تكتب أبجدية النصر: هنا الخيام، هنا حولا، هنا كفركلا، هنا عيترون، هنا ميس الجبل، هنا…هنا…هنا كلّ الجنوب.

إستخرِج يا الجنوب من النص الحقل المعجمي للحرب: إعتداء، إقتحام، إحتلال ، غارة، وحشية، دماء، شهداء، إرتقاء، دمار…

لكن النص ليس سردًا من ضمن السياق، ولم يتح الوقت للكثير من الجنوبيين ليكتبوا إجاباتهم، استشهد واستشهدا واستشهدت واستشهدوا واستشهدن..

باكرًا، قبل أن يكبر الصغار، قبل أن يرتاح الكبار، قبل أن تكتمل الأحلام، في هذه القرى، ناجية وحيدة من الموت: شهادة الشهيد، وهنا لا انهزام، حتى الموت انتصار.
وعلى خطى الحسين، هنا الجنوب، هنا كربلاء بتوقيت الموت، هنا الشهادة بتوقيت الكرامة، هنا العودة بتوقيت الشرف، هنا الجنوب بتوقيت الوطن..

قم يا الجنوب، الثم جبين العائدين، وجوههم كانت لآلئ أنارت الدّجى، كانت قرابين صمود، كانت أيقونات كرامة، إرتوي يا أرض، وخذ يا رب حتى ترضى، والموت الزاحف لا يخيف، والموت المتربّص لا يُستهاب…..

شهداء أحياء، منهم السابقون ومنهم اللاحقون، ولن ننساهم، ولن يصبحوا مجرد أرقام، وسنبحث بين الركام عن ذكرياتهم وسننبش من الردى رداء أحلامهم الموؤودة وسننسج منها أثواب الكرامة لنرتق عري أمة متخاذلة.

تعددّ الشهداء والمجرم واحد والمتخاذل واحد، والمقاوم واحد……..

25 كانون الثاني 2025….
ليل الجنوب استضاء بذوي الشهداء العائدين، وفجر الجنوب ازدان بصمود الأهالي العائدين..
والإرادة الجنوبية لا يكسرها رصاص محتل، ولا قذائف عدو…

هنا الجنوب هنا صنّاع الأزمنة والأمكنة، هنا ملهمو الصبر حتى النصر، هنا مستولدو الحياة من رحم الموت..

هنا الجنوب، هنا الوطن…
العودة إلى الجنوب، عودة الوطن…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى