يتابع الدبلوماسيون العرب والغربيون ودبلوماسيو الدول الإقليمية في بيروت التطورات في لبنان والمنطقة بقلق كبير، وتحولت بيروت إلى محطة مهمة لعدد من وزراء الخارجية مثل فرنسا وإيران وتركيا، إضافة للاتصالات التي يتلقاها المسؤولون اللبنانيون من مسؤولين أميركيين وأوروبيين، كما يقوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية الدكتور عبد الله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن بالوكالة اللواء الياس البيسري والمدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بعقد لقاءات مع السفراء العرب والأجانب وبإجراء اتصالات مع العديد من الأطراف الدولية والاقليمية، وكل ذلك بهدف مواكبة التطورات في جنوب لبنان وانعكاس الحرب في قطاع غزة على الأوضاع اللبنانية واحتمال تحول الحرب إلى حرب شاملة .
كما تحولت بيروت إلى مركز مهم لعدد كبير من الصحافيين العرب والأجانب الذين يواكبون التطورات في لبنان والمنطقة وبعدون التقارير حول الأوضاع الأمنية والسياسية .
فما هي أبرز اهتمامات الدبلوماسيين العرب والغربيين؟ وكيف ينظر هؤلاء إلى تطور الأوضاع في المرحلة المقبلة؟
السؤال الأبرز الذي يطرحه الدبلوماسيون الغربيون والعرب وعدد كبير من الإعلاميين الغربيين اليوم في بيروت حول دور حزب الله في التطورات الجارية في قطاع غزة وعلاقته بحركة حماس وقوى المقاومة ودوره في معركة طوفان الاقصى وإلى أي مدى ستصل التطورات في الجنوب وهل يمكن أن تتحول إلى حرب واسعة أو شاملة؟ ويبدي هؤلاء الدبلوماسيون والإعلاميون اهتماما كبيرًا بمعرفة خطة حزب الله في المعركة وكيفية تعاطيه مع الأوضاع الداخلية في لبنان في حال توسع الحرب، وصولا لاحتمال قيامه بعملية عسكرية واسعة في شمال فلسطين المحتلة على غرار ما قامت به حركة حماس في المناطق المحيطة بقطاع غزة.
وحول كل هذه الأسئلة عن دور الحزب وقوى المقاومة في لبنان والمنطقة ليس هناك أجوبة واضحة وحاسمة لأن الأمور مرتبطة بالتطورات في قطاع غزة والعملية البرية إذا بدأت وقدرة قوى المقاومة في قطاع غزة على الصمد والمقاومة، ويرفض المسؤولون في الحزب إعطاء أجوبة واضحة وحاسمة ويؤكدون إنهم جزء من المعركة وأن القرارات تتحدد وفقا للتطورات الميدانية .
والسؤال الهام الثاني المرتبط بالموضوع الأول والذي أثار اهتمام الدبلوماسيين والإعلاميين يتعلق بدور أمين عام حزب الله السيد حسن في إدارة المعركة وأسباب غيابه عن المشهد الإعلامي حتى الآن وهل له علاقة بطبيعة المعركة أو لأسباب استراتيجية .
والأجوبة التي حصل عليها هؤلاء الدبلوماسيين والإعلاميين لا تشفي الغليل، لأن بعض قيادات الحزب والمتابعين لشؤونه أكدوا إن هذا الغياب جزء من المعركة الإعلامية وأن السيد حسن نصر الله يتابع قيادة المعركة ميدانيا ليس على مستوى لبنان بل في كل المنطقة، وأن حضوره الإعلامي سيكون مرتبطا بتطور هام سياسيا أو ميدانيا، وسيلقى هذا السؤال حاضرًا لحين ظهور السيد حسن نصر الله على الشاشة مباشرة وبذلك يجيب على كل الأسئلة المطروحة .
وأما السؤال المركزي الهام والخطير والذي يطرحه الدبلوماسيون والإعلاميون الغربيون فهو حول توسع الحرب القائمة اليوم وهل ستتحول إلى حرب إقليمية واسعة وما هي الانعكاسات السياسية والميدانية على لبنان والمنطقة وعلى دور قوات الطوارىء الدولية وكيف ستتصرف محتلف الأطراف الداخلية والخارجية؟
ومن الواضح من خلال اللقاءات مع الدبلوماسيين الغربيين وعدد كبير من الإعلاميين الغربيين أن هناك خوفًا كبيرًا من اندلاع الحرب الشاملة وتحول الصراع في قطاع غزة إلى حرب اقليمية وليس هناك معلومات أو معطيات حاسمة حول آفاق هذه الحرب وانعكاساتها على لبنان ودول المنطقة، وقد بدأت معظم البعثات الدبلوماسية الغربية والعربية في لبنان باتخاذ الإجراءات العملية من أجل مواجهة هذا الاحتمال من خلال دعوة رعايا هذه الدول لمغادرة لبنان أو عدم السفر إليه أو وقف تسيير الطيران التابع لهذه الدول إلى لبنان.
وفي خلاصة اللقاءات مع الأوساط الدبلوماسية الغربية واللقاءات مع الإعلاميين والمحلليين في وسائل الإعلام الغربية يبدو أن الوضع اللبناني في حالة انتظار لما ستحمله التطورات في قطاع غزة وكل الاحتمالات واردة وما على اللبنانيين سوى الاستعداد لكل الخيارات على جميع الصعد السياسية والأمنية والغذائية والاجتماعية والصحية، وستكون التطورات في قطاع غزة هي المؤشر الأهم للتطورات في لبنان والمنطقة