أخبار خاصةأخبار محليةالاخبار الرئيسية

هل ينتخب الرئيس تحت النار والبارود؟

هل ينتخب الرئيس تحت النار والبارود؟

خاص «مركز بيروت للأخبار»
في خضم الحرب الشرسة التي يتعرض لها لبنان من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وآلاف الشهداء والجرحى والدمار المروع، وفي ظل ازمة اقتصادية ومالية لم يتعاف لبنان منها بعد، يأتي من الخارج من يطرح عليك انتخاب رئيس للجمهورية قبل وقف اطلاق النار ليستعيد لبنان عافيته. أبهذه البساطة والسخافة، يتم تصوير الامر بأن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان تحت النار والبارود سيكون مفتاح الحل. هل تناسوا بأن هذه السخافة تخطاها الزمن، وهل يدرك هؤلاء بأن لبنان ليس محكوماً بنظام رئاسي على غرار أميركا وأوروبا او غيرها من بعض الدول العربية التي تتبع هذا النظام؟ هل يعلمون ان نظامه برلماني وان النواب مقسّمون وفق الطائفية والتيارات السياسية والاحزاب وأن رئيس الجمهورية لا قدرة له على التصويت في مجلس الوزراء وهو لا يأخذ القرارات بل يشجع على تبنّيها؟!، ففي حال لم تأخذ السلطة التنفيذية او السلطة التشريعية برأي رئيس الجمهورية سيكتفي بالوقوف متفرجاً؟ هنا يأتي فوراً من يقول ان الرئيس السابق العماد ميشال عون عارض وفرض اموراً كان يريدها على غرار اتفاق ترسيم الحدود البحرية وكي لا ننحو الى الجدل البيزنطي، مع تسليمنا ان هذا ما حصل بالفعل، ومن يطلب من لبنان انتخاب هكذا رئيس يتمتع بالشعبية التي كان يتمتع بها الرئيس السابق وبكتلة وزارية ونيابية مماثلة؟ اي من الاسماء المطروحة قادرة على الحصول على مثل هذا التأييد؟!

كيف سينتخب لبنان رئيسه في الوقت الحالي ونفوذ حزب الله يطغى على الحياة السياسية فهذا الأمر مستبعد، لأن انتخاب الرئيس سيكون من رحم المجلس النيابي الذي يمتلك فيه حزب الله الكتلة الأكبر في البرلمان اللبناني. وإذا لم تتفق الكتل اللبنانية على الخطوط العريضة لانتخاب الرئيس سيكون الرئيس بالشكل فقط؟ فكيف يمكن انتخاب رئيس اذا لم تتفق كل المكونات اللبنانية على الخطوط العريضة لهذا الاتفاق؟ الا اذا كان المطلوب ان يتمثل لبنان شكلياً من دون توافق ومن دون شروط على التسوية. وسيكون للرئيس بعض الصلاحيات المحدودة ومقيدة بالسلطتين التنفيذية والتشريعية فقط، فالمعطيات اليوم تشير إلى أن الأ رضية غير جاهزة بتاتاً لتغيير أو تعديل اتفاق الطائف والدستور.

هل يمكن انتخاب الرئيس تحت الحرب الضارسة التي يقوم بها نتنياهو على لبنان إذا كان الأمر كذلك فهو أمر واقع فرضته الحرب تحت ضغط أميركي اسرائيلي أوروبي وبعض من الدول العربية. فالأولوية اليوم في المرحلة الأولى وقف اطلاق النار ومن ثم يبحث في انتخاب اسم الرئيس الذي يتمتع بالصلاحيات الرئاسية والداخلية.

 

 

 

-ad-space

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى