الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

هل سينجح الثنائي الشيعي بترويض ثنائي العهد الجديد؟

هل سينجح الثنائي الشيعي بترويض ثنائي العهد الجديد؟

كتب زياد علوش في “اللواء”:

طالما استحوذ، الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل بفائض قوته العسكرية والأمنية على الحياة السياسية اللبنانية وأمعن في استخدام الفيتوات في تعطيل الاستحقاقات الديمقراطية، لا سيما ما يتعلق بفرض مرشحيه لرئاسة الجمهورية والحكومة وبيان الأخيرة الوزاري بثلاثيته «الجيش، الشعب، المقاومة» التي تشرعن بقاء سلاح الحزب الذي يبقيه مسلّطا فوق رقاب خصومه.

مع نتائج طوفان الأقصى وحرب الإسناد بات الثنائي يخشى تراجع ذلك النفوذ وقد انفض عنه أقرب حلفائه وضاقت به قاعدته المذهبية.

لذلك بات الثنائي يتصرف بكثير من الريبة والتشنّج وردود الأفعال على لسان معظم مسؤوليه، وقد علّق حضور الطائفة على فوز مرشحيه سليمان فرنجية ونجيب ميقاتي كما سبق وعلّقها على حضور ميشال عون وحسان دياب، فتارة يشتكي من الإقصاء لمجرد ملء الفراغ الدستوري الذي لم يجرِ على هواه وتارة يهدّد ويتوعّد وهو الذي يعلم انه لم يعد يتمتع بتلك الرفاهية ولم يعد يملك ذلك الامتياز.

مرجع سياسي لبناني يرى ان نبيه بري صاحب جزرة المجلس وعصى الحركة الذي فوّضه شريكه بلقب الأخ الأكبر، يحاول وفق قاعدة أفضل الدفاع الهجوم، إلقاء سحره الخاص على ثنائي العهد الجديد الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، فيرمي شباك التسريبات حينا والتهديد بالمقاطعة أحيانا وما تعنيه من تهديدات ميثاقية صريحة ومبطّنة، تذكير بسيناريوهات ما قبل إتفاق الدوحة، وذلك بهدف الحفاظ على حصته التقليدية في الحكومة المقبلة على رأي المرجع نفسه لا سيما في وزارة المال ودوره النشط في إعادة الاعمار في الجنوب والضاحية والبقاع وفق مسار صندوق الجنوب الإشكالي، يضاف إلى ترسانة التعطيل إياها جملة من المواقع الحسّاسة في مؤسسات السلطة التي يتيح لها وجود السلاح تحت حجة المقاومة المناورة بالعصائب والدراجات النارية في الشوارع والتنمّر على الأمن والقضاء وفي كل مكان يتطلّب استعراض القوة.

يدرك ثنائي العهد الجديد، عون وسلام، ان أوجاعهما تشمل مجمل الطبقة السياسية والتي تحتاج إلى تغيير كلي وجذري من وجهة نظر وطنية خالصة، لكن حتى ذلك الحين وإن حدث ذلك بالفعل، فإن العهد الجديد مصرّ على مد اليد والتلاقي إلى اللحظة التي يشعر فيها بعبثية التريّث على قاعدة ان القطار قد انطلق ولا مجال بعد لأي انتظار. على ان المائة يوم التالية حاسمة في اتجاهي الانطلاق أو الترويض.

لكن هل حقا الثنائي مستهدف بالتحجيم والإلغاء، ربما بعض خصومه السياسيين يتمنون اختفاؤه في اليوم التالي، لكن بالتأكيد ليس ذلك في أجندة الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، التجربة اللبنانية تفيد كما جاء على لسان الرئيس عون ان انكسار أي مكوّن لبناني هو انكسار لكل لبنان.

بل ان الثنائي الشيعي نفسه يدرك ان المطلوب منه الانخراط كباقي اللبنانيين في الحياة السياسية بعيدا عن الاستقواء بالسلاح في الداخل والمغامرة به في الخارج لمصالح غير لبنانية، بما يحول دون رسم سياسة لبنانية خارجية ودفاعية وطنية متقاطعة، بحيث تبقى ورقة بيروت عرضة لعدم الاستقرار والابتزاز الإقليمي والدولي، أثبتت السيمفونية إياها انها المانع الأساس لقيام الدولة الحقيقية في لبنان، وعليه لن يفرّط العهد الجديد بالفرصة التاريخية السانحة لإلتقاط الفرص البديلة الممكنة الواعدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى