هل سيقبل نتنياهو بالصفقة مع “حماس”؟
أعرب مسؤولون إسرائيليون سابقون في الجيش والشاباك، ومعهم رئيس الوزراء الأسبق ايهود أولمرت عن اعتقادهم بأن بنيامين نتنياهو ينوي إحباط صفقة تبادل الأسرى المحتملة، وعبّروا عن مخاوفهم من قيام نتنياهو بخطوات لتفجير الصفقة.
وصباح اليوم نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامّة عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير، القول إنه و”قبيل استمرار المفاوضات بشأن الصفقة، تحاول حماس تغيير أقسام مختلفة في مقترح الصفقة من أجل الحصول على المزيد. وإسرائيل ليست مستعدة للخروج عن صياغة المخطط الذي اقترحه الرئيس بايدن”.
وقال ايهود أولمرت: “نحن نخوض حربًا ضد حماس، منذ 9 أشهر. وإذا كانت حماس ستخرج بعافيتها من هذه الحرب فهذا يعني أنه يتوجّب وقف الحرب، لأنها غير مجدية”.
وأضاف في مقابلة مطوّلة أجرتها معه القناة 12 بشأن الموعد الذي سيفجّر فيه نتنياهو مفاوضات تبادل الأسرى، قال أولمرت: “بحسب تقديري وأقول ذلك بحذر، نتنياهو لا يريد إعادة المخطوفين، ولا يريد التوصّل لصفقة تبادل، ولكن ليس ثمة شك لديّ أنه بعد يوم من خطابه أمام مجلسي الشيوخ والنواب الأميركي (25 تموز) سيقوم بتفجير المفاوضات، وإلى ذلك الحين سيدير المفاوضات. حماس لن يقولوا لا، ونحن كذلك، وسنقوم بتمديد المفاوضات لأن نتنياهو لا يريد تفجير المفاوضات عشية خطابه أمام المجلسين، وبعد ذلك أخشى أن يقوم نتنياهو بتفجير الصفقة، معتقدًا أن بمقدوره مواصلة الحرب دون دفع الأثمان”.
وشرح المتحدث السابق باسم الجيش الاسرائيلي رونين منليس المؤشّرات التي تؤكد أن نتنياهو عاقد العزم على إفشال الصفقة، بالقول: “9 أشهر على الحرب، وعلى وجود 120 مختطفًا كان يفترض بنا الحفاظ عليهم ومنع خطفهم من الأساس. لن تكون صفقة سهلة، الحديث يدور عن صفقة في غاية الصعوبة، وليس من المهم الشروط القاسية التي ستفرضها حماس، أنا أعتقد أنها لحظة اختبار لرئيس الحكومة. وبناءً على تقديراتي فإنه لا يريد صفقة تبادل، إنّه يُفضّل التلاعب بالوقت، إنه يراهن على الزمن الذي يلعب لصالحه كالعادة، لكن هذه المرّة بشكل مضاعف، إنه يريد الوصول إلى نهاية الدورة الصيفة في الكنيست، وزيارة الولايات المتحدة الأميركية وهو يتظاهر بأنه يريد التوصّل إلى صفقة تبادل، وهو يريد الاستفادة من كل هذه العناصر.
وأشار رونين منليس إلى أنّ هناك ثلاثة مؤشّرات تؤكد صحة اعتقاده؛ أولها أن نتنياهو يتحدث بصوته، لكنه من جهة أخرى يطلق تسريبات باسم مصدر أمنيّ وكأنه يعمل في قسم التحقيقات السرية في الشرطة، بالقول هناك تقدّم لكن هناك فجوات كبرى. وثانيها أنه غير مستعد لاطلاع بن غفير وسموتريتش على الوثيقة التي وصلت إلى إسرائيل من حماس بشأن مطالبها، السنوار سلّم وثيقة يعرف تفاصيلها قادة الأجهزة الاستخبارية والجيش، ولا يطلع نتنياهو بن غفير وسموتريتش عليها لأنه يخشاهم. وثالثها أنه لا يطلع الحكومة عليها رغم أن غالبية وزراء الليكود سيصوّتون لصالح الصفقة. باختصار: نتنياهو لا يريد صفقة. إنه يمارس الخداع.
من جهته، قال رامي ايغرا المسؤول السابق عن وحدة الأسرى والمفقودين في الموساد للقناة 12: “لن يسمح ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بالتوصّل لصفقة. ونتنياهو لن يقبل بتفكيك حكومته”.
ومساء السبت، كشف موقع واللا الإسرائيلي وأكسيوس الأميركي عن أن مدير المخابرات الأميركية “سي أي ايه” ويليام بيرنز سيصل العاصمة القطرية الدوحة للانخراط في مفاوضات صفقة التبادل، على أن يلتقي رئيس الوزراء القطري، ومسؤول الموساد الإسرائيلي، وكذلك مدير جهاز المخابرات المصرية.
وقالت نيرا كرواس مراسلة القناة 13 في الولايات المتحدة إن مشاركة بيرنز في المفاوضات تؤشّر إلى إدراكه حدوث تقدّم جديّ أوصل المفاوضات إلى مرحلة متقدمة جدًا، خصوصًا في النقاط الخلافية الأساسية.
وأضافت كرواس: “قال لي مسؤول أميركي رفيع إن المواقف التي قدّمتها حماس تسمح بالتوصل لصفقة تبادل، كما أعربت إسرائيل عن استعدادها التوصّل لصفقة، لكن مسؤولين أميركيين كبار يخشون من اتخاذ نتنياهو خطوات انطلاقًا من مصالحه الحزبية كما فعل في جولات المفاوضات السابقة لإحباط الصفقة”.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قوله إنّ “إسرائيل بحاجة لوقف الحرب وعقد صفقة وإعادة المختطفين. مضيفًا أن إسرائيل كانت دائمًا ضد الحروب الطويلة، وجيشنا يعتمد على قوات الاحتياط التي لا تصلح لهذا النمط من الحروب”.