هل سمعت بفوبيا الحلقة الأخيرة ….؟
الجهود التي يبذلها المخرجون في الحلقات الأخيرة لاتقل عن الجهود المبذول في الحلقات الأولى أثناء صناعة المسلسلات الدرامية خاصة تلك التي تعرض في المواسم الرمضانية بحيث تترك أثرا كبيرا لدى الجمهور تصل عند البعض لحد الشعور بالحزن على شكل فراغ، ومشاعر مفاجئة بالغرق في نوع من الاكتئاب الممزوج بالحنين إلى الماضي.على انتهاء مسلسل عاش معه وانتظر تفاصيلة على مدار شهر كامل.
فهل راودك سؤال لماذا تشعر بالحزن عند انتهاء مسلسلك المفضل؟
حسب المعجم النفسي يسمى شعور الحزن بعد انتهاء مسلسل مفضل لديك على أنه اكتئاب ما بعد السلسلة أو كما يسميه البعض بمتلازمة انتهاء المسلسلات
وهو الحزن الذي يشعر به المرء بعد قراءة أو مشاهدة مسلسل أو قصة طويلة جداً، هذا الشعور يصيبك باليأس عندما تعلم أن الرحلة قد انتهت لكنك لا تريد أن يكون لها نهاية أصلاً.
والسبب الأكثر وضوحاً لذلك حسب الأبحاث هو أنك قمت ببناء اتصال حسي مع القصة والشخصيات.
يقول عالم النفس إيان ليكليتنر، “حين تنخرط في قصة رائعة، سواء كانت كتاباً أو فيلماً أو مسلسلاً فإنك تفقد نفسك في الخيال والرومانسية والدراما والحركة بمرور الوقت.
يمكننا تطوير علاقة حميمة مع هذه الشخصيات من خلال متابعتها في مآثرها، ومشاركة النكات، والاستماع إلى عمليات تفكيرها وتطورها العاطفي”
ويقول المتخصص النفسي كيفن فوس.
” نقوم أيضاً بإسقاط أجزاء من شخصيتنا على الشخصيات التي نتعرف عليها، عندما ننتهي من سلسلة علينا أن نقول وداعاً للأشخاص الذين علّمونا الكثير، فنحن نحزن عليهم مثلما نحزن على فقد صديق مقرب أو شريك”.
وتقول الطبيبة كاثرين سمرينج إن البشر يبحثون عن مجتمع ينتمون إليه، والمسلسلات نوع من أنواع المجتمعات.
نبدأ بالتعرف على الشخصيات والمشاكل التي يواجهونها، بعدها نتعاطف مع بعض الأبطال ونكره البعض الآخر، حتى نتورط تماما مع القصة والأحداث.
فالمسلسل هو حكاية، إنه سرد لحياة أناس آخرين، وبذلك تتمكن من تناسي التفكير في مشاكلك والدخول في عالم خيالي افتراضي انت من اخترت التعايش معه.
فيما يعتقد علماء نفس آخرون أن مشاعر الفراغ والاكتئاب بعد الانخراط في شيء ممتع، يدل على استمتاعك الكبير بالتجربة خلال مدة معينة سواء كانت طويلة أوقصيرة، خلالها تصبح شخصيات المسلسل جزء من حياتك ويبدو أنك أصبحت جزءاً منها وتستطيع استثارة مشاعرك ونقاط ضعفك. لكن وبعد انتهاء هذه التجربة يبدو الواقع فارغاً من المشاعر التي تم استثارتها.
لهذا تكون بعض المسلسلات مهرباً من الحياة المملة، أو حتى الواقع المرير الذي يعيشه الشخص في الحياة الواقعية.
وحسب آراء المختصين لا داعي للقلق يمكن التخلص من هذا الشعور سواء بإبقاء المسلسل على قيد الحياة من خلال الحديث عنه مع من رأوه، أو الذين لم يروه من الأصدقاء.
كما يمكنك ببساطة مشاهدة المسلسل مرة ثانية أو أكثر.
والبعض كآلية دفاعية يتجنب متابعة الحلقة الأخيرة
وتذكر أن تستمتع بالمسلسل أو الفيلم مهما كان نوعه لأنه غالباً إما استثار شعوراً مفقوداً في الحياة الواقعية أو عزز آخر موجوداً فيك.