هل دائرة القرار في حزب الله مكشوفة أمام العدو؟
أمين عام «حزب الله»: الأمر لنا في الشمال... نحن من يقرّر مصير المستوطنين
كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
أبلغ رد من حزب الله على الجريمة الموصوفة التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق خمسة آلاف لبناني على أقل تقدير هو القضاء على مخططاته بإعادة المستوطنين الى الشمال الفلسطيني المحتل، والتزامه بعدم التوقف عن معركة إسناد غزة مهما غلت التضحيات… ما قاله الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله قضى بشكل نهائي على مفاعيل الضربة القاسية التي تلقّتها المقاومة وكل لبنان «نحن قبلنا هذا التحدي من ٨ تشرين الأول واليوم نقبله، أقول لنتنياهو وكيان العدو لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال الى الشمال وافعلوا ما شئتم».. وبالتالي بتنا اليوم أمام معادلة جديدة على أعتاب انتهاء السنة الأولى من معركة طوفان الأقصى وفقا لقيادي كبير في الحزب: «نحن من يقرر مصير المستوطنين في الشمال».
معادلة ردع أخرى فرضها السيد نصرالله في خطاب يدرس في كيفية إدارة الحرب، حين أبلغ العدو وكل الدول الداعمة له بشكل رسمي بان العملية البرية التي يعتزم العدو البدء بها وفقا لمعلومات موثوقة جدا لإنشاء حزام أمني على الحدود الجنوبية لفلسطين المحتلة تعني ان الحرب ستصبح في عقر المستوطنات الشمالية، وهذا كلام واضح من ان أي اجتياحا بريا للبنان يعني اجتياح للمستوطنات في الشمال الفلسطيني المحتل: «إذا أحببتم أن تأتوا الى أرضنا فسيتحوّل الحزام الأمني الى وحل وفخ وكمين وهاوية وجهنم لجيشكم… ما يعتبرونه تهديد، نحن نعتبره فرصة تاريخية، بل نتمناه».
حين قرّر حزب الله بدء معركة الإسناد للفلسطينيين في غزة، كان يدرك بانه يقدم لحركة حماس وللفلسطينيين العزّل ما فشلت أو تخاذلت عنه كل الدول في مواجهة آلة القتل الصهيونية والدولة الأميركية العميقة، فجبهة لبنان كما قال السيد هي من أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية من أجل وقف العدوان على غزة، وهذا يعني بحسب دبلوماسي عريق بان إدارة حزب الله لجبهة الجنوب سوف يجبر العدو عاجلا أو آجلا على وقف الحرب بمعزل عن كل التهويل والادّعاءات الفارغة بالحرب الشاملة.
يعلم العدو ومن يسانده ان حزب الله يمتلك من القدرات العسكرية والتقنية ما يجعله قادرا على تخطّي معركة الاستنزاف التي تمارس ضده منذ بدء معركة طوفان الأقصى وبالمفهوم ذاته، يدرك العدو ان بيئة المقاومة هي السلاح الخفي الذي يمنحها قوة تمكّنها من الصمود والمواجهة والتحدي، فالبيئة التي نتحدث عنها هنا لم تعد محصورة بالدائرة الضيقة في الجنوب والبقاع والضاحية، فالالتفاف الوطني الذي شاهدناه أفشل مفعول الجريمة التي اقترفها العدو: «على العدو أن يدرك انه لا يمكن المسّ ببنيتنا وعزيمتنا وإرادتنا وهو أحمق وغبي ولا يفهم العمق المعنوي لبيئتنا… نتمنى أن نحافظ على هذه الإيجابية لدى الشعب اللبناني بعيدا عن التافهين الذين يريدون تشويه هذا المشهد الإنساني».
ليس سرا ان حزب الله سيردّ على ما قام به العدو، الرد هذه المرة سيكون موجعا جدا بحجم الجريمة الموصوفة والإبادة التي ارتكبها، لكن اللافت هنا نقطتين:
النقطة الأولى؛ تأكيد السيد بان «الخبر فيما سترون كما قال السيد وليس فيما ستسمعون»، وهنا تحديدا أقول نقلا عن كلام موثوق «ان في بنك معلومات حزب الله أكثر بكثير مما صورت الهدهد»، وان مراكز العدو وانشاءاته ومؤسساته وقياداته تحت مرمى نيران المقاومة.
أما النقطة الأهم والتي يمكن الإشارة إليها بأكثر من علامة استفهام قول السيد «نحن نحتفظ بكل شيء عن الرد في أضيق دائرة»، للدلالة على خطورة ما يجري الإعداد له.