كتب ميشال نصر في “الديار”:
الى المربع الاول اعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري الملف الرئاسي، معيدا الامور الى نقطة الصفر، حوار فجلسات انتخاب مفتوحة، بعيدا عما يجري على الحدود، هذه هي خلاصة المشهد السياسي الداخلي في انتظار رد رئيس حزب القوات اللبنانية، الذي سيعيد التاكيد على مبادرة المعارضة، بدوره، والتي ستنطلق بجولة اتصالات جديدة بعيدا عن الاعلام، عنوانها محوران اساسيان، التيار الوطني الحر الذي يعيد اصطفافه من جديد، وكتلة النواب السنة، ملاقين في ذلك تحرك خارجي اطلقه السفير المصري، بالتنسيق مع زميله الفرنسي، وبموافقة سعودية.
وفي التفاصيل فان السفير المصري الذي باشر جولة مشاورات رئاسية، من دار الفتوى، يلاقيه على الجانب الاخر تواصل للسفير الفرنسي مع عدد من الاطراف بعيدا عن الاعلام، حاملا معه لائحة محصورة باسماء تصلح للمرحلة القادمة، تضم اسماء جديدة، قد تتقاطع عندها الافرقاء.
وفي هذا الاطار ترى مصادر دبلوماسية ان تواصلا حصل بين باريس وطهران، منذ مدة افضى الى تطوير قناة تواصل، نجحت في تمرير قطوع الرد على اسرائيل، بل ابعد من ذلك، الى مواقف لافتة للقيادة الايرانية، بدات مع تعيين كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي خلال محادثات فيينا وزيرا للخارجية، ولم تنته بدعوة مرشد الثورة الولايات المتحدة الاميركية الى طاولة مفاوضات نووية، وبينهما عودة لمحمد جواد ظريف عن استقالته، في اتجاه واضح الى الانفتاح على الغرب.
ورات المصادر ان ثمة قناعة ايرانية، بضرورة تقديم ورقة ما للادارة الديمقراطية لتحسين شروط نجاحها، في مقابل تحالف بنيامين نتانياهو ودونالد ترامب، حتى ان طهران الداعمة لروسيا من خلال تزويدها بمعدات عسكرية قلبت في توازنات الحرب الاوكرانية، وفي مقدمتها طائرات من دون طيار، لم تتوان عن التواصل مع كييف قبل اسبوع مهنئة الرئيس فلاديمير زيلنسكي بالعيد الوطني لاوكرانيا،ما قرا فيه البعض رسالة لواشنطن.
وتتابع المصادر، في اطار هذه الاستراتيجية الجديدة ، تعتبر الساحة اللبنانية احد مسارح الاختبار، من هنا الحركة الرئاسية المستجدة، والتي جاءت تماما بعد رسالة اقرار مجلس الامن قرار التمديد لقوات الطوارئ الدولية وفقا لصيغة القرار القديم، والذي ما كان ليكون ممكنا لولا موافقة واشنطن والدور الاساس الذي لعبه الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، بالتعاون مع “اصدقائه” من القيادات المحلية، رغم كل “الهجمات والحملات المفاعلة” التي تعرض لها.
عليه ترى المصادر ان طهران باتت على قناعة بضرورة ايجاد تسوية رئاسية قبل انجاز الانتخابات الرئاسية الاميركية، وهو ما يستدعي فصل هذا الملف عن ملف الحدود، الامر الذي اكد عليه “ابو مصطفى” في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، مستنسخة تجربة عام 2017 حيث تم خوض معركة الرئيس السابق ميشال عون الذي وصل الى القصر الجمهوري، على بعد اسابيع من وصول الرئيس دونالد ترامب، الذي قلب الموازين.
وختمت المصادر بان حلفاء ايران هذه المرة، غيروا من تكتيكهم، متحسبين من وصول ترامب، من هنا جاء طرح لائحة الاسماء الجديدة، والتي تتضمن اسماء قادرة على الحكم حتى في حال وصول ترامب، لعدم تكرار تجربة تعطيل الحكم وتدمير البلد، كما حصل في ظل المواجهة التي قادتها واشنطن ضد بعبدا ومن خلفها حارة حريك والتي انتهت الى ما انتهت اليه اوضاع البلد.
فهل تنجح الاستراتيجية الجديدة؟ وهل تحقق الاهداف المرادة منها؟ ام ان مصلحة التعطيل قد انقلب دورها بين الاطراف اليوم؟
الاسابيع القادمة ستحمل معها الجواب اليقين، اما النتائج فقد تحتاج لاربع سنوات اخرى لبيانها….