هل اقتربت المواجهة الأميركية – الإيرانية في المنطقة؟

هل اقتربت المواجهة الأميركية – الإيرانية في المنطقة؟

كتب ميشال نصر في “الديار”:

الجبهات العسكرية على حماوتها، والاتصالات السياسية في ذروتها، والحركة الديبلوماسية تكاد تهدأ، بين وفد قادم وآخر مغادر، وسط قلق وترقب غير مسبوقين لما ستؤول اليها التطورات، خصوصا ان الامور باتت اكبر من لبنان واوسع، مع اتضاح المشهد شيئا فشيئا، واتجاهه الى ان يتحول الى مواجهة اميركية –ايرانية، في ظل تصعيد واشنطن غير المسبوق خلال الساعات الماضية ضد طهران، سواء سياسيا في مجلس الامن او عسكريا، من خلال الحشود البحرية، والاجراءات الامنية المتخذة في مقرات البعثات الديبلوماسية.

انطلاقا من ذلك تدعو مصادر مطلعة من العاصمة الاميركية الى قراءة جدية لمشهد طبول الحرب التي تقرع، وتحديدا بعد تغير المشهد الدولي وتوازناته، والريبة الناتجة من غياب أي موقف روسي او صيني، مشيرة الى ضرورة اخذ التحذيرات بجدية كبيرة، كاشفة ان الاستعدادات الاميركية الدفاعية والهجومية باتت بجهوزية كاملة، مع اكتمال خطوات:

-انضمام 12 سفينة وفرقاطة حربية الى مجموعة الاسطول السادس المنتشرة في المتوسط، من بينها سفن انزال بحري تحمل على متنها جنود من مشاة البحرية “المارينز”، حيث وصلت غالبيتها الى محيط جزيرة قبرص، حيث تموضعت في تشكيلات دفاعية على ما يؤكد المطلعون.

-اقتراب حاملة الطائرات “ثيودور روزفلت” والمجموعة المرافقة لها الى مسافة 40 ميلا بحريا قبالة سواحل ايران الجنوبية، وتحديدا مدينة بوشهر، وعلى بعد 60 ميلا من البحرين. اللافت في هذا التحرك تزامنمع معلومات سربتها “تل ابيب”، عن ان الصاروخ الذي استهدف مجمع الحرس الثوري حيث كان ينزل كل من اسماعيل هنية وزياد نخالة والوفدين المرافقين، والذي كان من المقرر ان ينزل فيه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، لولا قراره بالعودة الى بيروت ليل الاثنين، تم بواسطة صاروخ اطلقته غواصة “دوفين” الالمانية الصنع من المياه الاقليمية الجنوبية للجمهورية الاسلامية.

علما ان الشهر الماضي شهد ميناء بوشهر، غرق اهم واحدث قطعة بحرية ايرانية، دون ان تعرف الاسباب. وللتذكير فان بوشهر تضم مجموعة من مصانع الاسلحة، ومنظومات الدفاع الجوبي، ومحطة بوشهر النووية التي تعرضت لاكثر من هجوم سيبراني طوال السنوات الماضية.

-اكتمال استعدادات القواعد العسكرية المنتشرة على امتداد دول الخليج، وصولا الى سوريا والعراق، لمواجهة أي طارئ او هجوم، في ظل تعرض قواعد “كونيكو” في سوريا و “عين الاسد” في العراق لعشرات الصواريخ والمسيرات في غضون الاسبوع الاخير.

وتتابع المصادر بان واشنطن ابلغت طهران برسالة ثانية عبر دولة اوروبية، ان أي هجوم ضد “اسرائيل” سيلقى ردا قاسيا، وان الانتشار العسكري الحالي في المنطقة لقوات التحالف ليس فقط بهدف الردع، انما للمشاركة في أي عمليات دفاعية وهجومية قد تفرضها مقتضيات المواجهة.

وفي هذا المجال، اشارت المصادر الى ان التحالف البريطاني-الاميركي-الفرنسي، استفاد من الثغر التي عانت منها العملية الدفاعية السابقة عندما هاجمت طهران “اسرائيل”، وعليه نفذ عملية انتشار منسقة ومشتركة بالقرب من مناطق انطلاق أي هجوم، في وقت لا تتوقف طائرات التجسس المأهولة المجهزة باحدث معدات المسح الجيولوجي والحرب الالكترونية، من التحليق فوق المناطق الساخنة.

وفي هذا الخصوص المحت المصادر الى ان اجهزة حديثة وصلت الى “تل ابيب” فضلا عن انظمة دفاعية، تسمح لها بمواجهة الطائرات المسيرة احدها من كوريا الجنوبية، كما انه جرى تفعيل غرفة عمليات مشتركة نجحت في صد عشرات المسيرات خلال الايام الماضية وتدميرها، ومن بينها احباط هجومين استهدفا حقل “كاريش”.

وختمت المصادر ان التصعيد في المنطقة هذه المرة جدي جدا، فضربة رئيس الوزراء “الاسرائيلي” في الضاحية الجنوبية والهدف الذي طالته، يدل الى انها عملية مدروسة ودقيقة، ولها ابعاد استراتيجية وسياسية، ترتبط بالداخل الاميركي وبالتأييد الشعبي الاميركي لـ “اسرائيل” في حربها، وهو ما نجح نتانياهو في تحقيقه باغتياله فؤاد شكر الموضوع على لائحة العقوبات الاميركية، والمطلوب من قبلها بتهم قتل مواطنين اميركيين.

 

Exit mobile version