قد يعاني المستخدم من ضعف استقبال شبكة الاتصالات الهاتفية الجوالة في بعض المناطق الحضرية أو بداخل المدن الكبيرة، ولم تعد هذه المشكلة قاصرة على المناطق النائية أو الصحراوية، التي لا تتوفر فيها تغطية لشبكات الاتصالات الهاتفية الجوالة.
نظام “بي إس سي” (BSC)
وقد سعت شركة “بوليت” (Bullitt) البريطانية للتغلب على هذه المشكلة من خلال إطلاق قمر اصطناعي في مدار ثابت حول الأرض؛ حيث كشفت الشركة البريطانية النقاب عن النظام الجديد، الذي يعرف باسم “بوليت ستالايت كونيكت” (Bullitt Satellite Connect) والمعروف اختصارا باسم نظام “بي إس سي” (BSC)، خلال مشاركتها في فعاليات معرض الإلكترونيات “سي إي إس” (CES) مؤخراً.
ومن المقرر توفر خدمة الأقمار الاصطناعية من بوليت خلال الربع الأول من العام الجاري، ولن تقتصر خدمة الشركة البريطانية على الهواتف الذكية المخصصة للاستخدامات الشاقة، ولكن تم تطوير هذه الخدمة بالتعاون مع شركة المعالجات ميديا تيك، وسيتم إطلاق تطبيق باسم “بوليت ستالايت ماسنجر” (Bullitt Satellite Messenger)، ويمكن لشركات الإلكترونيات الحصول على ترخيص هذه الخدمة ودمجها في أجهزتها.
وترجع قدرة الهاتف الذكي المزود بخدمة الأقمار الاصطناعية “إنمارسات” (Inmarsat) على الإرسال لمسافة 36 ألف كيلومتر؛ إلى وجود معالج ميديا تيك بداخله، والذي يرسل الإشارات في نطاق القمر الصناعي، وتقتصر الرسالة النصية القصيرة حاليا على 144 حرفا، بالإضافة إلى إجراء مكالمات الطوارئ النصية، ولا تقتصر الخدمة على إرسال الرسائل النصية فحسب، بل يمكن استقبالها أيضا.
وتعمل خدمة إرسال الرسائل النصية القصيرة بشكل موثوق في ظل ظروف الاختبار في الصحراء في أحد الأيام الصافية، وتستغرق عملية الإرسال أقل من 20 ثانية، وأوضحت شركة بوليت أن كل ما يحتاجه المرء أن تكون الرؤية واضحة في السماء.
وإذا لم يكن هناك اتصال عبر شبكة الاتصالات الهاتفية الجوالة، فإن تطبيق التراسل الفوري يعمل عن طريق القمر الاصطناعي، ويتلقى المستلم الرسالة النصية القصيرة عبر الأقمار الاصطناعية مثل الرسائل العادية في تطبيق الرسائل النصية القصيرة، كما أنه يمكن تنزيل تطبيق بوليت والرد على الرسائل.
وأشارت الشركة البريطانية إلى أن نظام “بي إس سي” الجديد ليس مخصصا للمدن الكبرى، ولكنه يهدف إلى تلبية متطلبات المستخدمين عند التجول في المناطق النائية بعيدا عن المدن أو أثناء الانطلاق في الإجازات أو جولات الإبحار بالقوارب أو الرحلات الجبلية أو الصحراوية، حتى يتمكن من المرء من التواصل مع العائلة والأصدقاء أو طلب المساعدة في أسوأ السيناريوهات.
وأوضح ريتشارد والتون، مؤسس شركة بوليت، بعض سيناريوهات الاستخدام الأخرى، ومنها الاتصال بقوات الإنقاذ والطوارئ. وقد تكون الاتصالات عن طريق القمر الاصطناعي إحدى الطرق البسيطة لتغطية البلدان الكبيرة بشبكات الاتصالات الهاتفية الجوالة، ولسد ثغرات الشبكة وتوفير إنشاء البنية التحتية باهظة التكلفة، وإذا لم تكن هناك سارية الشبكة، فإنه يمكن التحويل إلى القمر الاصطناعي.
وتشكل الرسائل النصية القصيرة بداية الطريق إلى تحقيق هذا الهدف. وأشار ريتشارد والتون إلى بعض الخطط الطموحة؛ حيث إنه من الممكن إجراء المكالمات الهاتفية في غضون عامين، علاوة على أنه من المخطط له أيضا نقل البيانات.
ولا تقتصر خدمة الرسائل النصية القصيرة عبر الأقمار الاصطناعية على شركة بوليت فحسب، بل إن شركة آبل تسمح في هاتفها الذكي آيفون 14 الحالي بالاتصال مع القمر الاصطناعي “غلوبالستار” (Globalstar)، ولكن الخدمة تقتصر في الوقت الحالي على إجراء مكالمات الطوارئ ومشاركة بيانات الموقع.
وتقدم شركة كوالكوم، والتي تعتبر واحدة من أكبر الشركات المصنعة للمعالجات وأشباه الموصلات، خدمة مشابهة عن طريق أجهزة “سنابدراغون ساتلايت هاردواير” (Snapdragon Satellite Hardware)، والتي عرضتها في معرض الإلكترونيات في لاس فيغاس.
وبفضل معالجات الجيل الثاني من منصة “سنابدراغون- 8” (Snapdragon-8) ستتمكن الشركات العالمية من دمج خدمة الاتصال عن طريق الأقمار الاصطناعية في هواتفها الذكية، وتعتمد شركة كوالكوم على الاتصال في نطاق التردد لنظام الأقمار الاصطناعية “إريديم” (Iridium) في مدار أرضي منخفض، وتعتمد على تقنية “غارمن” (Garmin) لإجراء مكالمات الطوارئ.
وإلى جانب الهواتف الذكية فإنه يمكن دمج خدمة الاتصال عن طريق الأقمار الاصطناعية في الحواسيب المحمولة واللوحية والسيارات والأجهزة الشبكية الأخرى.