كتبت بولا مراد في “الديار”:
يشعر القسم الاكبر من اللبنانيين ان الحرب “الإسرائيلية” الموسعة على البلد اصبحت سيناريو مستبعدا. هم الذين كانوا يشعرون بعيد اغتيال القائد في حزب الله، انها باتت اقرب من اي وقت مضى منهم، وباتوا على قناعة خاصة بعد اطلاق عملية موسعة في الضفة الغربية نهاية الشهر الماضي، ان لا حرب موسعة على لبنان في الافق.
ويعتبر خبراء عسكريون ان انشغال جيش الاحتلال الاسرائيلي بجبهة الضفة وبالتوازي بجبهة غزة، يجعله غير قادر البتة على شن هجوم كبير على لبنان، موضحين انه بخلاف ما سعى اليه في الاشهر الماضية لجهة محاولة جر حزب الله الى مواجهة واسعة النطاق، يرى ان من مصلحته اليوم التمسك بقواعد الاشتباك الحالية اكثر من اي وقت مضى.
ويتعاطى جيش الاحتلال الإسرائيلي راهنا مع الضفة باعتبارها منطقة قتال ثانية بعد غزة، هو الذي كان أطلق فيها عملية عسكرية أطلق عليها اسم “المخيمات الصيفية” وقد دخلت أسبوعها الثاني، وتتركز في شمال الضفة ومخيمات اللاجئين.
وكانت القناة 12 “الإسرائيلية”، نقلت في وقت سابق عن مصادر أمنية أنّ “القوات المنتشرة بالضفة الغربية تأتي على حساب خطة لنقل القوات نحو الشمال”، عند الحدود مع لبنان. وأشارت المصادر إلى أنّ “عملية الضفة الغربية لن تسمح بتحديث أهداف الحرب لتشمل إعادة سكان الشمال”.
وقالت مصادر مطلعة لـ “الديار” ان “لا شك ان فتح نتنياهو جبهة الضفة، يعني عمليا تراجع احتمال الحرب الموسعة على لبنان، لان جيش العدو الاسرائيلي لا يستطيع عمليا ان ينشط على 3 جبهات بفعالية”، لافتة الى ان “ذلك لا يعني انه قد لا يُقدم بمراحل لاحقة على التوسعة”.
بالمقابل، يرى العميد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى “اليونيفيل”، ان “ما يمنع الحرب الموسعة على لبنان، ليس انشغال جيش العدو بعملياته في الضفة، انما توازن الردع الذي اعادت المقاومة ارساءه، بعد الرد على اغتيال القائد فؤاد شكر في ٢٥ الشهر الماضي”، لافتا الى انه “وبعد التأكد من نجاحها في اصابة مبنى الوحدة 8200 على بُعد واحد كلم ونصف من “تل أبيب”، وتلقي “اسرائيل” هذه الضربة وابتلاعها، ايقنت انه اذا ب 340 صاروخ كاتيوشا اي بصواريخ تقليدية وبأسراب من المسيرات العادية، تمكنت المقاومة من اصابة اهم مركز للمخابرات في قلب الكيان، فكيف الحري اذا فتحت حربا شاملة على لبنان، فهي ستتضرر كثيرا، وهذا ما جعلها تُحجم عن تنفيذ عملية عسكرية موسعة على لبنان. اضف ان لديها معلومات ان الصواريخ الباليستية والبعيدة المدى لدى المقاومة والدقيقة، تستطيع ان تصل الى كل كلم مربع في هذا الكيان”.
ويعتبر العميد شحادة في حديث لـ “الديار” ان “اسرائيل اضطرت الى فتح جبهة في الضفة الغربية، كي تبقى الحرب مستعرة في فلسطين المحتلة… لان الحرب كما بات الجميع يدرك هي لمصلحة نتنياهو، لان الجميع بات يعلم ان توقف الحرب في غزة سيعني نهاية نتنياهو والتوجه الى محاكمته”، لافتا الى انها “تسعى ايضا من خلال عملياتها في الضفة لتنفيذ مشروعها الذي تخطط له منذ زمن، الا وهو تفريغ فلسطين المحتلة من الفلسطينيين، اي بمعنى البدء بتخريب وجرف الطرقات والبنى التحتية في الضفة لجعلها غير قابلة للحياة”.
ويشير شحادة الى انه “بعد رد حزب الله الاخير على اغتيال شكر، عادت قواعد الردع الى ما كانت عليه قبل عملية الاغتيال، وعادت المقاومة للاستنزاف الطويل واشغال العدو على الجبهة الجنوبية، لحين وقف الحرب في غزة والضفة”.