هكذا تمّ تفخيخ “البيجر”… وهذا دور الوحدة 8200

هكذا تمّ تفخيخ "البيجر"... وهذا دور الوحدة 8200

كتب ميشال نصر في “الديار”:

ما كادت تنتهي الموجة الاولى من العملية الاستخباراتية “الاسرائيلية” المركبة، والتي اطلق عليها تسمية “تحت الحزام”، وفي نفس توقيت يوم الثلاثاء، نفذت “اسرائيل” هجومها الثاني امس، لتطال اجهزة “اللاسلكي” هذه المرة التي يستخدمها جهاز امن حزب الله، اذ انها تعمل ضمن نطاقات ضيقة لا تتعدى الـ 5 الى 10 كيلومترات كحد اقصى، وفقا لجغرافية المنطقة التي تعمل ضمنها، رغم ان الجامع بين العملتين يبقى، نجاح “الوحدة 8200” في خرق الشبكة وتشفيرها والبث من خلالها، وقد يكون ايضا المواد المتفجرة المستخدمة، حيث تردد ان دفعة الاجهزة وصلت للحزب منذ قرابة الخمسة اشهر، تزامنا مع استلام “البيدجر”.

فالضربة التكتية المنفذة يبدو انها تأتي في اطار سلسلة من العمليات، التي تحمل طابعا استراتيجيا، هدفها الاساس “اعماء” حزب الله وشل مراكز قيادته وسيطرته، اي جهاز الاشارة والتواصل بين مجموعاته ووحداته، خصوصا انه وفقا لمطلعين، يتلقى طواقم اطلاق الصواريخ اوامرهم عبر رسائل تصل الى المقاتلين عبر هذه الاجهزة تحديدا.

مصادر متابعة، كشفت ان ما حصل عبارة عن تعاون بين اكثر من وحدة استخباراتية “اسرائيلية”، اذ ان العملية مركبة وبالغة الدقة، مشيرة الى ان التحقيقات، وبعد معاينة الاجهزة المنفجرة، اكدت احتواءها على مواد متفجرة من مادة “PETN”، وهي شديدة الانفجار وذات كثافة عالية، آلية تفجيرها شبيهة بدرجة كبيرة لتلك العائدة لنيترات الامونيوم، ما حسم الى درجة كبيرة حقيقة ما حصل الثلاثاء.

وتتابع المصادر ان الاختراق على درجة كبيرة من الخطورة، اذ واضح ان المخابرات “الاسرائيلية” وتحديدا “الموساد”، نجح في الحصول على معلومات مفصلة ودقيقة عن صفقة “البيجر” التي ابرمتها الجهة التي تعمل لصالح حزب الله مع الشركة المصنعة، والتي تبين انها هنغارية تملك رخصة تصنيع هذه الاجهزة من الشركة الام ذات الهوية الماليزية، وهو ما سمح لعملاء المخابرات “الاسرائيلية” بالوصول الى الشحنة وتفخيخها قبل وصولها الى لبنان، اذ يرجح ان التفخيخ تم بين مرحلة التصنيع والشحن.

هنا، لا بد من التوقف عند تحقيقات السلطات الماليزية، التي كشفت بعد مراجعتها سجلات شركة “غولد أبولو”، التي بينت ان الاخيرة شحنت حوالى 260 الف جهاز، معظمها الى الولايات المتحدة الاميركية واوستراليا، دون وجود اي اشارة الى شحن اي من هذه الاجهزة الى لبنان او الشرق الاوسط، وهو ما يعتبره الخبراء امرا منطقيا، ذلك ان “وسيط الحزب” قد استخدم عملية تمويه، خوفا من امكان كشف العملية.

وتشير المصادر الى ان الاهم في العملية، هو نجاح “اسرائيل” في اختراق تشفير وموجات “البيجر”، وهي عملية يفترض ان تكون من مهمة مهندسي الحزب، والذي من خلال هذه الثغرة نجحت الوحدة 8200 من ارسال رسالة وصلت في غضون ثوان الى آلاف الاجهزة متسببة في تفعيل المفجر. علما ان دور الـ 8200 لم ينته عند هذا الحد، في ظل كم المعلومات والداتا التي جمعتها بعد “مجزرة البيجر”، من صور وافلام وعناوين كشفت آلاف العناصر من حزب الله.

عليه، فان اسئلة كثيرة ما زالت تطرح حول كيفية حصول الاختراق الاوسع لشبكة الحزب، وأكثر منها تقديرات المحللين حول تفاصيلها وابعادها، لكن الثابت والاكيد ان ما قبل عمليتي “البيجر” و”التوكي ووكي”، لن يشبه ما بعده في مجال الصراع الدائر في المنطقة، من دون ان يعني ذلك بلوغنا حدود الحرب الشاملة.

ازاء ذلك تصبح الكثير من الاسئلة مشروعة، هل ترتبط تلك العمليات بقرار الحكومة “الإسرائيلية” المصغرة توسيع أهداف الحرب، لتشمل إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم؟ ولم هذا التوقيت بالذات؟ وهل يعني هذا ان المواجهات ستتوسع وتقوى، لتتحول حربا بكل معنى الكلمة؟ الاسباب كثيرة. والواضح ان الامور في المنطقة ذاهبة نحو مزيد من التأزم.

Exit mobile version