الإعلام الإسرائيلي يتحدث صباح اليوم، بعد صدمة خان يونس عن أنه “لا يمكن تحقيق انتصار” كبير وحاسم في غزة على حماس، كما لا يمكن تحرير الأسرى بغير صفقة تدفع “إسرائيل” ثمنها.
تسود الإعلام الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، حالة من الواقعية في قراءة مشهد الحرب المستمرة، في ظل دعوات للاعتراف بأنه لا يمكن تحرير الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية بغير صفقة تدفع “إسرائيل” ثمنها.وفي افتتاحية لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم، أُشير إلى رفض حركة حماس “البعيدة عن استشعار الهزيمة”، كما تعبر الصحيفة، عرضاً إسرائيلياً، لوقف إطلاق النار لمدة شهرين، ونفي كبار مسؤولي حماس من غزة إلى دول أخرى مقابل تحرير المخطوفين.وأشارت هآرتس في افتتاحيتها، إلى حديث إعلامي للوزير في كابينت الحرب المصغر، غادي أيزنكوت، والذي نفى فيه أي إمكانية لتحرير الأسرى من خلال عمل عسكري، مشدداً على أنه “من المستحيل إعادة المخطوفين أحياء في المستقبل القريب عن غير طريق صفقة”، واعتبر أن كل من يقول غير ذلك فهو يبيع الجمهور الإسرائيلي
وفي السياق نفسه، تشير “هآرتس”، في واحد من المقالات المنشورة على صفحاتها اليوم، أن القتال مع حركة حماس في غزة، بات يشبه حال قتال “إسرائيل” مع المقاومة في جنوب لبنان أثناء “التموضع في الحزام الأمني”.وفي الوقت الذي يواصل فيه كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، “الوعد بالنصر الكامل على حماس”، تضيف الصحيفة، نرى “إسرائيل تنجر مرة أخرى إلى بديل مألوف للجيوش المتفوقة في مثل هذه المواجهات – عد جثث العدو”.وتؤكد “هآرتس” أنه في حين كان “من المفترض أن يؤدي الجهد العسكري في خان يونس، الذي يتركز في مخيم اللاجئين في الجزء الغربي من المدينة، إلى زيادة الضغط على قيادة حماس لاستئناف المناقشات الجادة حول صفقة مخطوفين جديدة”، إلا أن “الخسارة القاسية لكثير من الجنود في يوم واحد، معظمهم من جنود الاحتياط وبينهم آباء، ستؤثر سلباً على المزاج الوطني”، الأمر الذي قد يدفع إلى “انحياز في الرأي العام لصالح الحلول البديلة، بدلاً من استمرار الحرب تحت أي ظرف من الظروف”.وكان الاحتلال قد أعلن، صباح أمس، عن مقتل 24 جندي إسرائيلي خلال الساعات الـ 24 السابقة، وجرح عشرات الجنود الآخرين، في أكبر حصيلة قتلى لجنود الاحتلال في يوم واحد منذ عملية 7 أكتوبر. وتم قتل وإصابة هذا العدد الكبير من الجنود، والذي ترك تبعات كبيرة على الداخل الإسرائيلي سياسياً وعسكرياً وعلى مستوى المستوطنين، في 3 عمليات منفصلة، أكبرهم، التي قتل فيها العدد الأكبر من الجنود الإسرائيليين، أي 21 جندياً، تمّت على أطراف مخيم المغازي، وهي منطقة غير بعيدة عن السياج الفاصل، ما يؤكد أنّ المقاومة قادرة على تنفيذ عملياتها في مناطق غير متوقعة.
المصدر: الميادين