كتب مبارك بيضون
لم يزل لبنان يعيش صدمة الانهيارات المتتالية لسعر صرف الليرة أمام الدولار دون سقف، بعدما تجاوز سعر الصرف عتبة 100 ألف ليرة للدولار الواحد، والرابط الوحيد بين القفزات الجنونية وحاكمية مصرف لبنان هي مواعيد المحاكمات للحاكم. إذ يرى مراقبون أن الارتفاعات الكبيرة بسعر الصرف تسبق موعد جلسات المحاكمات لرياض سلامة، التي تغيب عنها كلها، عدا التي حضرها وفد قضائي فرنسي، في إشارة مبطنة من الحاكم الى عدم ثقته بالقضاء اللبناني المقسوم على نفسه.
ويشير مصدر مطلع على مجريات التحقيقات الفرنسية، إلى أن ما نشاهد من محاكمة هزلية ما هي إلا بروباغندا اعلامية نظرًا الى امتداد نفوذ رياض سلامة قوي في الداخل، فضًلا عن الدعامة الخارجية لجميع تحركاته وقراراته المالية.
ويؤكد المصدر على أن ” مصرف لبنان بالاشتراك مع جمعية المصارف يتشاركون أسباب الانهيار المالي، ضمن اتفاقات سابقة، على تمريرات بينهم بهدف الربح، وكل ذلك تحت نظر المنظومة السياسية، التي هربت أموالها الى الخارج قبيل الانهيار الكبير الذي بدأ عام 2019، ومن لم يكن له أموال في المصارف اللبنانية تمكن من توظيف أولاده في القطاعات المصرفية وخاصة في المناصب الإدارية في مصرف لبنان مقابل تأمين الغطاء السياسي للحاكم.
وتساءل المصدر عن سبب بقاء سلامة في منصبه، وهو في عاصفة هوجاء من الاتهامات الداخلية والخارجية، والتي تطال أصل عمله، إن كان بتهم تبييض الأموال او السرقة او تهريب الأموال للنافذين، وما هذه الحالة الشاذة إلا دليل على توسع شبكة علاقات سلامة في الداخل والخارج، و تربيطه بعلاقات مع جهات نافذة.
ويلفت المصدر الى امتلاك الحاكم تقارير مصرفية تطال الحساب 36، والذي يتضمن بنود الهدر في الميزانية العامة، وكيفية المحاصصة بين الأطراف اللبنانية والخارجية، ويظهر الفروقات بين الحاسبات الاصلية وما هو موجود، كما يمتلك سلامة صورًا وتسجيلات فيديو تدين عدد من السياسيين منذ عهد الحريري الأب وصولا الى حكومة ميقاتي الحالية، والتي قد يستعملها في حال حشر في الزاوية.
كما يسلط المصدر الضوء على دور الإعلام في الترويج لخطط سلامة الاقتصادية، إن كان عبر القنوات التلفزيونية والمواقع الالكترونية والإذاعات والصحف، هدفها أن تكون أبواق للحاكم والترويج لسياسات سلامة النقدية، وتعمل هذه الوسائل لعدم إدانة سلامة في الإعلام والتعمية عن دوره في الإنهيار. ناهيك عن تخصيص ملايين الدولارات لشراء الذمم، علمًا أن خلافات حصلت بين عدد من الإعلاميين و بعض الوسطاء بين سلامة وبينهم بسبب عدم اكتمال المبالغ المالية المستحقة، والإشارة الى دور الوسطاء بسرقتها.
في المحصلة، يبدو أن البراءة في انتظار الحاكم بسبب النفوذ الداخلية والسيطرة على مفاصل الحكم، بالتوازي مع دعم خارجي وامريكي تحديدًا بهدف إيجاد فتوة تخرجه من دائرة الاتهامات قبل أن تسقط المنظومة كحجارة الدومينو عندما يفتح صندوق سلامة الأسود.