“نظرية التواطؤ”: نعم.. إسرائيل يمكن أن تُخترق!
| رندلى جبور |
يصدّق البعض نظرية أن “إسرائيل” تحتاج إلى حرب، ولذلك هي استعانت بحركة “حماس” لتفتح لها الباب من خلال إطلاق عملية عسكرية، تكون ذريعة للحرب “الإسرائيلية”.
هؤلاء ما زالوا في لا وعيهم، يعتقدون أن “إسرائيل” لا يمكن أن تُهزَم، وأنها قوية بما يكفي استخباراتياً وعسكرياً لدرجة أنه لا يمكن أن تأكل هذا الكف.
ودحضاً لهذه النظرية لا بد من تسجيل الملاحظات التالية:
أولاً، لو كانت إسرائيل تريد الحرب، ولو انها لم تُفاجأ بالعملية، لما وقعت في الارتباك والضياع الذي هي فيه، ولكانت نفّذت مباشرة خيار الغزو البرّي لغزة، ولما كانت توسّطت لدى الأميركيين وبعض العرب للتخفيف من ضرب هيبتها والخلاص من الجحيم الذي فُتح عليها.
ثانياً، مهما كان الخلاف مع حركة “حماس”، بأيديولوجيتها أو سلوكها أو مواقفها، إلا أن عقلنا الواعي لا يمكن أن يصدّق أن الحركة تتواطأ مع العدو ضد نفسها، وتضع مراكزها وقياداتها تحت نيران “إسرائيل” التي أعلنت بوضوح أنها ستغتال كل قادة “حماس” وصولاً حتى يحي السنوار.
ثالثاً، إن الآلة لا يمكن أن تعوّض حضور الإنسان، والآلة الإسرائيلية مهما كانت متطورة يمكن أن تفشل، وهذا فعلياً ما حصل من خلال تعطيل حماس لأجهزة التجسّس قبل العملية، وفي ساعات الفجر حيث تكون صورة كاميرات المراقبة غير واضحة، ومن خلال العسكريين “الإسرائيليين” المتراخين، أولاً بسبب نقمتهم على المسّ بمعيشتهم من قبل سلطتهم السياسية، وثانياً بسبب انطلاء الخديعة عليهم والتي سوّقتها “حماس” بأنها لن تدخل في مواجهات ولا تتحضّر لأي حرب، فيما كانت تجهّز نفسها للساعة الصفر التي اختارت توقيتها بدقة في العيد اليهودي، وفي ظل الضعف الاسرائيلي الداخلي.
رابعاً، إن فتح الباب أمام إسرائيل لتبدأ حرباً، لا يحتاج إلى السيطرة الفلسطينية على عشرات النقاط، ولا إلى أسر مئات المستوطنين، ولا إلى قتل أكثر من ألف إسرائيلي، بل كانت تكفي ضربة صغيرة على موقع واحد لتكون حجّة للإسرائيليين، وحرب تموز بدأت بأسر إسرائيليين فقط، على حد زعم البعض!
ليس على المصدقين أن “إسرائيل” لا تزال كما كانت عليه قبل الألفين، إلا مراجعة العقدين الأخيرين ليتأكدوا أن العين يمكنها أن تقاوم المخرز، وأن الانسان حتماً سيهزم الآلة!