الاخبار الرئيسيةمقالات

نصف الباب فُتح أمام “حماس” في دمشق التي لن تعود الى الماضي

الديار- كمال ذبيان

الديار- كمال ذبيان

فتحت سوريا نصف الباب امام “حركة المقاومة الاسلامية” (حماس) في 9 تشرين الاول الماضي فحضر وفد منها برئاسة عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات العربية خليل الحية بعد بيان صدر عن الحركة يشيد بسوريا وموقعها الداعم للمقاومة التي تشكل الاساس في محورها الممتد من ايران الى سوريا ولبنان وفلسطين اذ جاء قرار دمشق باعادة العلاقة مع قياديين في “حماس” وليس كلهم بعد سلسلة مواقف صدرت عن قيادات فيها تتحدث عن خطأ ارتكبه مسؤولون في الحركة ضد سوريا وساروا في موقف معاد لها وايدوا “المعارضة” ضد النظام وساهموا في اسقاط مخيمات يسكنها الفلسطينيون كاليرموك ومدن كدمشق وريفها وفي حلب ومناطق اخرى وكان يترأس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، وبعده اسماعيل هنية، ولم تفتح ابواب دمشق لهما، كما للتنظيم الذي اجرى انتخابات لمكتبه السياسي، وفاز يحي السنوار برئاسته، فاعلن في عام 2017، بان العلاقة مع سوريا يجب ان تعود، لانها هي من حضنت المقاومة الفلسطينية، لا سيما “حماس”، التي طالب وزير خارجية اميركا الاسبق كولن باول من الرئيس بشار الاسد، اقفال مكاتبها، لكنه رفض وكان ذلك في ايار 2003، وبعد اسابيع على الغزو الاميركي للعراق.
فقيادة “حماس” اقتنعت ان ما حصل في سوريا، هو مؤامرة عليها، لاخراجها من محور المقاومة الذي من عناصره “حماس” وفصائل فلسطينية اخرى، فكيف يمكن اسقاط الموقع المقاوم، لصالح مشروع تمكين “الاخوان المسلمين” من الحكم في سوريا، تحت عنوان “الربيع العربي”، وفق توصيف قيادي فلسطيني حليف لسوريا، الذي يرى ان تحولا حصل داخل “حماس” التي قامت بعملية”نقد ذاتي” لسلوكها في سوريا، ليتبين لها، بانها لم تخطئ مع الحركة، التي فضلت تنظيم “الاخوان” على المسألة الفلسطينية، وان تركيا التي يحكم فيها “الاخوان المسلمون” باسم “حزب العدالة والتنمية” تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب، ويتبادل المسؤولون في البلدين الزيارات، ويعقدون الاتفاقات الاقتصادية، وهو ما لم تفعله سوريا، وكان باستطاعتها، فرفضت التفريط بشبر من اراضيها المحتلة، وخرجت من المفاوضات مع العدو الاسرائيلي، عندما رأت انه ليس بوارد تطبيق شعار مؤتمر مدريد وهو “الارض مقابل السلام”.

فالمراجعة النقدية التي قامت بها “حماس” اعادتها الى سوريا، التي حيا رئيسها “حماس” ومقاوميها وشهدائها في لقاء مع الفصائل الفلسطينية، بعد عملية “سيف القدس” التي شن فيها العدو الاسرائيلي عدوانا على غزة، فاوصل الاسد رسالة الى “حماس” بان دمشق حاضنة لها كمقاومة، وهي تركتها في العام 2012، بعد ان اصبحت طرفا في الصراع الداخلي، تقول المصادر، التي لا ترى ان قيادة “حماس” ستزور سوريا قريبا، وتلتقي الرئيس السوري، لانه من المبكر حصول ذلك، وان اللقاءات تحصل من ضمن وفد الفصائل الفلسطينية، وهذا ما جرى في تشرين الاول الماضي، وتحولت الاجتماعات بين “حماس” برئاسة الحية او غيره، مع رئيس المكتب الوطني اللواء علي المملوك، للبحث في المواضيع الامنية فقط، كما اللقاءات التي كان يعقدها المملوك او من خلفه مع مسؤولين امنيين سعوديين او مصريين او اماراتيين واردنيين، وكذلك مع فرنسيين، واخيرً الاتراك.

فخيار “حماس” في العودة الى دمشق كان صائبا، كما فعلت انظمة عربية تتودد الى سوريا، ومنها من اسرع الى فتح سفارته فيها، وقد جاهرت الامارات العربية المتحدة بالعلاقة مع سوريا، وزارها الرئيس الاسد، وحضر اليها مسؤولون اماراتيون كعبدالله بن زايد آل نهيان، وهو ما ينطبق على السعودية التي اعلن وزير خارجيتها فرحان بن صالح، بان سوريا ضرورة عربية، ولم يخف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن رغبته بلقاء الرئيس الاسد.

والزيارة الاخيرة لوفد “حماس” برئاسة الحية، والتي لم تفتتح لها مكتبا في دمشق بعد يدخل في اطار الواجب الانساني، بالوقوف الى جانب سوريا بعد الزلزال الذي ضربها، وللقاء الفصائل الفلسطينية، اذ تكشف المصادر، بان بعض الفصائل قاطع اللقاء، والبعض الآخر، رفض الحديث في السياسة، لجهة ما جرى في العقبة من اتفاق، والاحداث التي تجري في الضفة الغربية، التي ظهر فيها “عرين الاسود”، والعمليات النوعية التي تحصل من افراد خارج التنظيمات الفلسطينية، فلم تلتق “حماس” اي مسؤول سوري بارز، بل ربما مسؤولين امنيين مكلفين بالملف الفلسطيني والعلاقة مع “حماس”، التي تريد ان تثبت اقدامها في دمشق، واعادة العلاقات معها، الى ما قبل 2011، وهو قرار اتخذ في العام 2019، مع التغيير الذي حصل داخل قيادة الحركة، التي تريد التطبيع مع الحكم في سوريا، ولا تراجع عن هذا الموقف، وقف ما يؤكد مسؤول بارز في “حماس” الذي يثني على مواقف الرئيس الاسد، الذي اعلن امام الفصائل الفلسطينية انه لا يريد العودة للماضي وما فعلته “حماس” في سوريا، بل التطلع الى المستقبل، انطلاقا من موقعها في المقاومة لا سيما في غزة ومعها تنظيمات اخرى.
فنصف الباب الذي فتح “لحماس” ما زال قائما، وان ممثليها مرحب بهم في دمشق، الا من تلطخت ايديهم بدم السوريين، وان سوريا بالرغم من الخلاف العقائدي مع “حماس” التي تدين بعقيدة “الاخوان المسلمين” الذين لهم تاريخ اجرامي وتدميري في سوريا، فانها تسامحت مع من تحول الى مقاوم، وفق مصدر سوري، الذي يؤكد ان فلسطين هي القضية المركزية التي تلتزم بها القيادة السورية، وعلى هذا الاساس تُحالف وتُخاصم.

يتم قراءة الآن

زر الذهاب إلى الأعلى