نجيب ميقاتي يفتتح جمهورية لبنان النفطي

كتب المحرر السياسي

في مشهد يوحي بالثقة، وعلى قادم الأيام الجميلة التي تنتظر اللبنانيين (إذا حسُنت النوايا) بعد سنوات من ظلام الليل الحالك بفعل أزمة وانهيار مالي واقتصادي تاريخي غير مسبوق، قام الرئيس نجيب ميقاتي برفقة الرئيس نبيه بري وبعض الوزراء بافتتاح العمل في منصّة استكشاف النفط والغاز في البلوك رقم 9. وتسميّة الحقل “قانا” هي أقل ما يمكن فعله للتعبير عن الوقوف إلى جانب ضحايا مجزرة العدو الصهيوني في قانا العام 1997. هي أول خطوة في مسيرة الألف ميل لاستخراج النفط والعاز، وتحوّل لبنان إلى بلد نفطي وغازي، وتعويض اللبنانيين عمّا أصابهم في السنوات العِجاف، سنوات القحط والأزمات. نعم إنه إنجاز تاريخي يُسجّل لكل من ساهم في إيصال الأمور عند هذا الحدّ في هذا الملف وعلى رأسهم الرئيس نجيب ميقاتي، رغم محاولات الحقودين والغيورين التعمية على هذا الإنجاز غير المسبوق. سيذكر التاريخ ومهما اختلفت الرؤى والأقلام عند كتابته، أن هذا الحلم تحقق أيام حكم نجيب ميقاتي وهو أحد أبرز المساهمين في تحقيقه. عندما تأتي شركة ضخمة عالمية خاصة للبدء بالبحث والاستكشاف فهذا مؤشر على حالة الثقة، فالاستثمارات الخاصة ورأس المال جبان يهربان من أماكن التوترات والاختلات والاهتزازات. ومن أبرز عوامل الثقة تلك، وجود نجيب ميقاتي على رأس هرم السلطة التنفيذيّة بما يمثّل من مواصفات مهمّة لهذا الموقع يمكن اختصارها بأنه رجل دولة، وربّان سفينة من الطراز الأول، الذي أثبت بالبرهان واليقينيات قدرته على قيادة سفيتة الدولة اللبنانيّة وتجنيبها الغرق رغم كل العواصف العاتيّة التي اعترضتها وما زالت إلى الآن. أضف إلى ذلك، أن نجاحه في مجال المال والأعمال على مستوى المنطقة وليس لبنان فحسب تزيد من حالة الثقة تلك، حيث يستطيع إدارة هذا الملف بعقلية رجل الأعمال الريادي وليس رجل الدولة البيروقراطي، وبالتالي القيام بكل ما يلزم لتحيق الأهداف المرجوّة وهي استخراج النفط والغاز، ثم لاحقًا بيعه وتسويقه. وليس هناك أقدر من نجيب ميقاتي على تحقيق كل ذلك، فتاريخه الشخصي والسياسي يشهد على ذلك. على الشعب اللبناني أن يتأمّل خيرًا من هذا الإنجاز، رغم أحقيّة هواجسهم من ضياع بل سرقة هذه الثروة الطبيعية من قبل طبقة فاسدة وأوليغارشية مذهبية وسياسية مقيتة، فهم ما زالوا يعانون من تداعيات أزمة كارثيّة في كل المجالات بسبب هذه الطبقة. ولكن هذه المخاوف والهواجس لا يجب أن تلغي وتمنع الفرحة والاحتفال بتغيير جذري في لبنان إذا تحوّلنا إلى بلد نفطي وغازي. والشعب يستطيع أن يلعب الدور الإيجابي في ذلك بدل اقتصار دوره على الشتم واللعن والسُباب.

Exit mobile version