نتنياهو يقارن بين محتجّي الجولان المحتلّ وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربيّة

شكّل وزير الأمن القومي الإسرائيليّ، المتطرف إيتمار بن غفير، “ضغطا” على الشرطة، من أجل المضيّ قدما بمشروع عنفات الرياح (توربينات هوائية)، الذي يستهدف أراضي الجولان السوري المحتلّ، وذلك رغم تحسُّب الحكومات الإسرائيلية السابقة، من الدفع بالمشروع؛ خشية من “خطورتها”.

جاء ذلك بحسب ما أوردت القناة الإسرائليية 12، في تقرير نشرته مساء الأربعاء، وأشارت فيه إلى أن بن غفير؛ مسؤول عن التوجيه ببدء العمل في بناء عنفات الرياح في الجولان.

وذكرت القناة أنه “على مدى السنوات الثلاث الماضية، لم تسمح الشرطة والحكومات السابقة لشركة Energix بنصب التوربينات (في الجولان السوريّ)، حيث تم اعتبار هذا النشاط متفجرًا وخطيرًا”.

ولفت التقرير إلى أن بن غفير قد عقد، خلال الأشهر الأخيرة، اجتماعات مع قيادة الشرطة والمنطقة الشمالية فيها، وطالبهم بالتحرك من أجل “إعادة الحُكم”، على حد تعبيره.

ويتواءم تقرير القناة مع أقوال لبن غفير، جاءت في بيان أصدره اليوم، وقال فيه: “أنا أحب المجتمع الدرزي، وأعتقد أنه مثلما لدينا تحالف دم، فلدينا أيضًا تحالف أخوي. مرة أخرى، بسبب تهديدات من (بعض) الناس بإلقاء قنابل المولوتوف، والحجارة”.

وبحسب قوله، “يجب على دولة إسرائيل ألا تستسلم، فهذه شركة خاصّة، اشترت الأرض بشكل قانوني، وستضع توربينات هناك”، مضيفا أن “الكهرباء الخضراء التي ستفيد الاقتصاد الإسرائيلي كثيرًا”.

وأضاف بن غفير: “لا يمكن أن تكون دولة إسرائيل غير قادرة على تنفيذ العملية (بناء عنفات الرياح)، والسماح لشركة خاصة بحقها في الملكية”، مشددا على أنه “يجب أن يكون هناك حُكم في الجنوب والشمال وفي هضبة الجولان”.

وفي سياق ذي صلة، قارن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأربعاء، بين المحتجين من أهالي الجولان السوري المحتل، والذين أُصيب العشرات منهم، من جرّاء قمع الشرطة الإسرائيلية لاحتجاجاتهم، وبين المستوطنين الإرهابيين، الذين ينفذون عشرات الهجمات والاعتداءات في الضفة، منذ الأمس.

وقال نتنياهو في مقطع مصّور:”لن نقبل أعمال شغب، سواء في هضبة الجولان، أو في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)”.

وأضاف أن “هناك أياما يجب أن تقول فيها ما هو مفهوم ضمنا؛ دولة إسرائيل هي دولة قانون، وجميع مواطني إسرائيل ملزَمون باحترام القانون”، على حدّ زعمه.

نتنياهو يقارن بين محتجّي الجولان المحتلّ وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربيّة
جانب من آثار الاعتداء الإرهابي الذي نفّذه المستوطنون في ترمسعيا (Getty Images)

وتابع نتنياهو: “إنني أقدّم الدعم الكامل لشرطة إسرائيل، وقوات الأمن في عملها، للسيطرة على القانون والنظام”.

وختم كلامه بالقول: “لن نقبل بأي تحد ضد الشرطة وقوات الأمن في هذه الأماكن وفي أي مكان. نحن دولة قانون”.

وتأتي أقوال نتنياهو رغم الاختلاف الشاسع بين المشهدين؛ إذ إن أهالي الجولان السوريّ المحتل، قد احتجوا دفاعا عن أراضيهم، المستهدَفة من قبل السلطات الإسرائيلية، بُغية مصادرتها من أجل إقامة مشروع عنفات الرياح (توربينات هوائية).

وفي المقابل، نفّذ المستوطنون، عشرات الاعتداءات الإرهابية في الضفة الغربية المحتلة، منذ أمس الثلاثاء، استمرّت حتى اليوم، وبخاصة في بلدة ترمسعيا، التي استشهد فيها شاب (27 عاما)، وأُصيب آخرون.

نتنياهو يقارن بين محتجّي الجولان المحتلّ وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربيّة
متظاهرون في الجولان يُستهدفون بقنابل الغاز المُدمع (Getty Images)

وفي حين حاول أهالي الجولان الدفاع عن أراضيهم التي مُنعوا من دخولها منذ الأمس، وتظاهروا؛ قوبلوا بقمع من قبل الشرطة، ما أسفر عن إصابة العشرات، نُقل 27 شخصا منهم إلى المشافي، بينهم خمسة أشخاص بحالة خطيرة.

بينما لم يُبلَّغ عن إصابة أي مستوطن في ترمسعيا اليوم، أو في الضفة عموما منذ الأمس، علما بأن هجماتهم الإرهابيّة، شملت حرق عشرات المنازل والمركبات، فيما حُوصر أهال داخل منازلهم. كما شارك في الهجمات الإرهابية، مئات المستوطنين.

كما يبدو أن تصريحات نتنياهو أتت للتأكيد على أن “إسرائيل هي دولة قانون”، وذلك استباقا لتنديدات دولية وأممية متوقعة، لم تتعدَّ سابقا سقف التنديد، مثلما حدث في شباط/ فبراير الماضي، عقب الاعتداء الإرهابي والواسع حينها، في حوّارة.

Exit mobile version