أعلن رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تغيير المعادلة في التعامل مع المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، بعد اغتيال مجموعة بقصف جوي طال سيارتهم لأول مرة منذ العام 2005، فيما تبدي أوساطا إسرائيلية أن القضاء عليها أصبح “وهم” لا يمكن تحقيقه.
وقال نتنياهو في بيان: “نحن دائما ما نفاجئ أعداءنا، ونغير المعادلة باستمرار. لقد فعلنا ذلك في العملية الأخيرة في غزة، وفعلناه مرة أخرى في جنين”.
وأضاف: “تم القضاء على الخلية التي تم تصفيتها بواسطة طائرة مُسيّرة. نفذت هذه الخلية عدة عمليات إرهابية، وكانت على وشك تنفيذ المزيد من العمليات، لكننا قمنا بتصفية الحساب معها على حين غرة”.
وختم بالتشديد على أن تل أبيب ستواصل “العمل بشكل مبادر ومبتكر ومفاجئ، وسننتصر” على حد زعمه.
صحيفة “هآرتس” العبرية، ذكرت أن العملية التي قتل فيها أربعة مستوطنين إسرائيليين قرب مستوطنة “عيلي” تذكر بشكل مأساوي، بعمق الخطر الذي يعيشه الإسرائيليون الذين يختارون الاستيطان في أرض محتلة.
وقالت إن جهود حكومة نتنياهو في طمس وجود الاحتلال والالتواءات القانونية التي تعرف الضفة الغربية كمنطقة “استيلاء حرب” بمعنى، أرضا لا تتبع “ميثاق جنيف”، الذي يحظر الاستيطان المدني في أرض محتلة، لن تغير الواقع الصعب والخطير؛ واقع يوجد فيه احتكاك يومي بين جيش الاحتلال ومعه المستوطنين وبين المواطنين الفلسطينيين الذين يتطلعون للتحرر من الاحتلال حتى عبر كفاح مسلح”.
ورأت الصحيفة، أن “حجم التهديد لا يجد تعبيره فقط في حجم العمليات التي نفذت، بل بالذات في العدد الكبير للعمليات التي أحبطت، مما يشهد على حالة حرب متواصلة، تتطلب حلا سياسيا جذريا”.
ورأت أنه من الوهم التوقع بأن عملية عسكرية واسعة النطاق على نمط “السور الواقي” أو حملات قتالية واسعة مثل المعركة في غزة، يمكنها أن تحدث واقعا آخر، هادئا وعديم التهديدات.
ونوهت “هآرتس” إلى أن صرخات النجدة من وزراء ونواب ممن يدعون الجيش لأن “يسقط مبان” مثلما اقترح الوزير إيتمار بن غفير أو “حان الوقت للأفعال وليس للأقوال” كما طالب الوزير بتسلئيل سموتريتش، وكذا الدعوات لـ “عملية واسعة في جنين” تغذي فقط التطلعات لثأر منفلت.
وفي ذات الوقت، عندما تقرر في الحكومة “توسيع البناء في المستوطنات، وتسمح للمستوطنين بالعودة إلى “حومش” ولا تفعل الكثير كي تمنع اعتداءات المستوطنين على السكان الفلسطينيين، فهي لا يمكنها أن تتوقع لمشاعر الغضب والنقمة لدى السكان الفلسطينيين المحتلين، إلا أن تجد قنوات عنيفة للتعبير”.
وشددت على أن نتنياهو، مطالب بكبح قارعي طبول الحرب الصارخين في داخل حكومته، وألا ينجر لمعركة محملة بالمصائب.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قال الأربعاء، في بيان، إنه استهدف “خلية بطائرة مسيرة، بعد قيام أفرادها بإطلاق النار عند منطقة الجلمة”، مضيفا أن “الخلية المستهدفة نفذت عمليات إطلاق نار باتجاه بلدات إسرائيلية”.
واقتحمت قوة من الجيش الإسرائيلي، الاثنين، مدينة جنين، وشنت عدوانا أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وجرح العشرات، فيما أصيب عدد من جنود الاحتلال، جراء تفجير المقاومة عبوات ناسفة في أرتال تابعة للاحتلال.
وفي اليوم التالي، قُتل 4 إسرائيليين وجُرح مثلهم في عملية إطلاق نار نفذها فلسطينيان قتلا لاحقا، وعلى إثرها شن مستوطنون هجمات في عدة بلدات فلسطينية.