نتنياهو يتعهد بإجراءات صارمة في مواجهة رفض الامتثال للخدمة العسكرية

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين باتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة عدم الامتثال للخدمة العسكرية من جانب جنود الاحتياط احتجاجا على خطة التعديلات القضائية، قائلا إن مثل هذه التصرفات تتنافى مع الديمقراطية ومن شأنها منح الجرأة لأعداء البلاد.

ومع سعي الائتلاف الحكومي الديني القومي للتصديق على التعديل الرئيسي قبل بداية العطلة الصيفية للبرلمان في 30 يوليو تموز، تصعِّد المعارضة حملة الاحتجاجات المستمرة منذ نصف عام، بما في ذلك تهديد بعض جنود الاحتياط بعدم الامتثال للخدمة العسكرية.

ويمثل هذا التهديد صدمة في دولة يعد فيها التجنيد الإلزامي في الجيش أمرا لا خلاف عليه منذ فترة طويلة، حيث يعتمد على وحدات الاحتياط في وقت الحرب ويتطلب ذلك خضوع الجنود لتدريبات منتظمة.

وقال نتنياهو لمجلس الوزراء “لن تقبل الحكومة العصيان. الحكومة ستتخذ إجراء حيال ذلك وتتخذ جميع الخطوات اللازمة لضمان أمننا ومستقبلنا”، دون الخوض في تفاصيل حول الإجراءات المحتملة.

ومع تصاعد العنف الإسرائيلي الفلسطيني وسلسلة المواجهات في الآونة الأخيرة على الحدود اللبنانية، قال نتنياهو إن تصرف جنود الاحتياط “يضعف قدرتنا على ردع أعدائنا الذين يمكن أن يتجهوا بسهولة إلى مهاجمتنا”.

وقال “لا يمكن أن يكون لدينا مجموعة داخل الجيش تهدد الحكومة المنتخبة ’إذا لم تفعلوا ما نقول، فسيتعطل الأمن… لا يمكن لأي دولة ديمقراطية أن تقبل هذا الإملاء”.

ويقول منتقدو خطة التعديلات القضائية إن نتنياهو هو من يهدد الديمقراطية بإلغاء الضوابط والتوازنات.

وجاء في خطاب وقعه 1700 ضابط سابق في سلاح الجو، من بينهم 27 جنرالا متقاعدا، وتم نشره في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الأعلى مبيعا يوم الأربعاء أن مشروع قانون التعديلات الذي يقيد بعض صلاحيات المحكمة العليا “سيفتح طريقا مباشرا نحو الديكتاتورية”.

وتم تداول التماسات تردد أنها موقعة من قبل الآلاف من جنود الاحتياط الذين يخططون لإعلان رفض الامتثال للخدمة العسكرية. وتم تنقيح أسماء الموقعين على بعض الالتماسات. ومن الصعب التحقق من هويات مقدمي الالتماسات، وما إذا كانوا يخضعون بالفعل للتعبئة.

وردا على سؤال عن أرقام، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه في إطار الاحتجاجات “فإن حالات التغيب بين جنود الاحتياط عند استدعائهم للخدمة محدودة للغاية (ويتم التعامل معها) من قبل القادة بالشكل الملائم”.

وقال جندي سابق في سلاح الجو يرأس مجموعة من جنود الطيران والبحرية في وحدات الاحتياط معارضين للتعديلات القضائية لرويترز إنه لم يرفض أحد الاستدعاءات حتى الآن. وهدد بعض هؤلاء سابقا بالابتعاد عن رحلات التدريب التي من المفترض أن يشارك فيها جنود الطيران في وحدات الاحتياط أسبوعيا على أساس طوعي.

وقال رئيس المجموعة الذي طلب عدم الكشف عن هويته “سيكونون مستعدين للتوقف عن الخدمة إذا تطلبت الظروف ذلك على الرغم من أنهم بالطبع لا يريدون أن يحدث ذلك”.

وقال إنه في حالة حدوث هذا “ستكون هناك مشكلة خطيرة بالنسبة للبلاد” نظرا لأن جنود الاحتياط يشكلون حوالي 50 بالمئة من أطقم المهام القتالية للقوات الجوية.

ويؤيد نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد ينفيها، التعديلات باعتبارها تعيد التوازن بين مؤسسات الحكومة.

Exit mobile version