كتب مدير “مركز بيروت للأخبار” مبارك بيضون
فيما تستمر المواجهات بوتيرة دراماتيكية سريعة في الجنوب، وسط تكتيك ميداني للمقاومة فاجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي رغم قصفه الجوي ا العنيف على جنوب لبنان بهدف إضعاف حزب الله، فإن المقاومة لا تزال تستهدف العمق الاسرائيلي بشكل يومي ومتواصل، ولن يستطيع الطيران الحربي إسكات مصادر نيران المقاومة، التي تكبد العدو خسائر فادحة.
وفيما تستمر المفاوضات الديبلوماسية الفرنسية بالتنسيق مع واشنطن من أجل إنهاء الحرب في لبنان والتوصل إلى وقف إطلاق نار في القطاع، تتابع طهران جولاتها الديبلوماسية من أجل الخروج بحلول ديبلوماسية لإنقاذ لبنان من الحرب العنيفة الدائرة في جنوبه وبقاعه.
ورغم كل الهجمات الاسرائيلية، فإن حدثاً أمنياً كبيراً وقع اليوم، مع وصوص مسيّرة تابعة لحزب الله إلى عقر دار نتنياهو، إذ أفاد الإعلام العبري بأنّ مُسيّرة المقاومة أصابت منزل نتنياهو بشكل مباشر في قيساريا.
هذا إنْ دل على شيء فإنما يدل على قوة المقاومة واستمرار عملياتها العسكرية وإطلاق العشرات من الصواريخ يومياً باتجاه شمال فلسطين المحتلة، لمواجهة الإبادة الهمجية بحق الشعب اللبناني واستهداف قادة المقاومة.
في المحصلة كل الدلائل تجزم بأنّ لا عودة للمستوطنين الى شمال فلسطين المحتل،ة وأن الهمجية الاسرائيلية المتواصلة بحق الشعب اللبناني ستؤدي حتماً إلى المزيد من اطلاق الصواريخ ونزوح عدد أكبر من المستوطنين داخل حيفا وخارجها، وما تكتم العدو الاسرائيلي عن كل ما يجري من أحداث أمنية مهمة في تل أبيب وحيفا وشمال فلسطين، إلا تأكيد صارخ على أن المقاومة تصيب أهدافها بدقة وتوقع المستوطنين بين قتيل وجريح، خاصة أن جبهة الجنوب تتفاعل يوماً بعد يوم بشكل تدريجي وعلى مستوى عالٍ من الدقة من حيث الاستهداف ومعايير الاسلحة المتطوّرة والثقيلة التي بدأت تتكشّف في الجبهة وتُنزِل الخسائر الفادحة، لاسيما خلال المواجهات المباشرة مع الجيش الاسرائيلي الذي خسر حتى الساعة أكثر من عشرين دبابة وناقلة جند وأكثر من خمسين اصابة ما بين قتيل وجريح، وهذا باعتراف العدو الاسرائيلي وإن كانت الارقام متباينة ما تعلن عنه المقاومة وما يعترف به جيش العدو.
لذلك فإن مقولة “الكلمة للميدان” عادت لتتصدر كل المعطيات التي من شأنها أن تحدد مسار هذه المعركة، خاصة بعد بيانات المقاومة الأخيرة التي أكدت أن هناك مرحلة مستجدة ستكون مختلفة عما قبلها وسيرى العدو ذلك تباعاً وتكون هذه المعركة تتظهر ما شهدناه ليلة أمس من استهداف كاد يطال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
من جهة ثانية، تؤكد مصادر مطّلعة أن زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان في الأسبوع القادم تأتي في إطار “تبريد المواجهات السّاخنة بين إسرائيل و”حزب الله”، مشيرةً إلى أنّ الأميركيّين يتدخّلون عندما يلمسون أنّ المواجهات ستخرج عن قواعدها، أو قد تتفلّت بين الحزب والإسرائيليّين.
ورأت المصادر ختاماً أنّ “هوكشتاين سيحمل طروحات تسوويّة، هي عبارة عن أفكار قابلة للنقاش، بشأن انضباط الحدود الجنوبيّة اللّبنانيّة، لكن مصيرها سيكون معلّقًا بمسار حرب غزة، وهذه هي المشكلة والمعضلة الكبيرة التي لن يساوم عليها الحزب.”