مُواجهة عسكريّة أميركيّة – إيرانيّة بـ “الواسطة” في لبنان؟
كتب ميشال نصر في “الديار”:
فجأة ومن دون سبب معلن، خرج العالم من النظام التكنولوجي العالمي، فتعطل واصيب بالشلل. ومن دون مقدمات جدية معلنة، خرج الى العلن شد الحبال القديم الجديد، الاميركي-الايراني، ليشعل معه المنطقة ويوسع رقعة الاشتباك، وسط موجات اعمال عسكرية- امنية مباشرة، مع قصف الطائرات الاميركية لمواقع الحشد الشعبي في العراق، واستهداف الحوثيين بمسيرة ايرانية لـ “تل ابيب”، على بعد امتار من مقر دبلوماسي اميركي.
سبق هذا التطور الدراماتيكي، “هز العصا” لطهران على خلفية محاولة اغتيال ترامب، قبل ان تكشف مصادر ديبلوماسية ان المفاوضات بين واشنطن وطهران في مسقط قد اصيبت بنكسة كبيرة، و”الامور مش ماشية”، رغم اتفاق الطرفين الضمني على عدم تعريض مصالحهما المتبادلة للخطر، وهو ما ترى ايران ان الاميركيين عمدوا الى خرقه، مع تأكيد وزير الخارجية انطوني بلينكن على ان الجمهورية الاسلامية قادرة على امتلاك القنبلة النووية بين اسبوع واسبوعين.
وتتابع المصادر بان الرسائل الحامية بين الطرفين كان بدأ تبادلها منذ انطلاق حرب طوفان الاقصى، حيث نشرت واشنطن مجموعة بحرية ضاربة قبالة سواحل لبنان و”اسرائيل”، في رسالة ردع لحزب الله ومن خلفه الحرس الثوري الايراني، في حال قررا تخطي الخطوط الحمر.
خطوة، والكلام للمصادر، استتبعت بمشاركة اميركية – بريطانية – المانية في العمليات الامنية التي نفذتها “اسرائيل”، وطالت قيادات الحزب من الصف الثاني، قبل ان ينخرط هذا التحالف بشكل مباشر في عملية صد الهجوم الايراني الذي استهدف “اسرائيل”، وما تبعه من ردود فعل وتهديدات وصلت حدود قبرص وما بعدها.
خطوات ردت عليها ايران، والكلام للمصادر، عبر اكثر من عملية ابرزها:
– استهداف الحوثيين المباشر لقطع الاسطول الخامس المنتشر في البحر الاحمر.
– استهداف حزب الله لمصانع عسكرية “اسرائيلية” تعمل لصالح الوحدات العسكرية الاميركية، المنتشرة في العراق وسوريا.
– اظهار “ركاكة” الصناعات الاميركية، وعجزها امام قدرات طهران وتقنياتها، من اسقاط المسيرات الى اختراق القبة الحديدية، مرورا باسقاط المناطيد.
– قصف المقاومة العراقية عبر مسيرات شاهد 101 لقاعدة عين الاسد، حيث تتمركز قيادة القوات الاميركية في العراق.
– تسريب معلومات عن حصول حزب الله وحماس على اسلحة اميركية متطورة غنمتها القوات الروسية في اوكرانيا، من صواريخ ستينغر المضادة للطائرات وجافلين المضادة للدبابات، والتي قامت مجموعة “فاغنر” بنقلها الى لبنان وغزة، وهو ما دفع بالاميركيين الى “تحذير” موسكو من استخدام الاطراف الثالثة لهذه الاسلحة.
امام هذه الوقائع، وبعد تطور “تل ابيب” تحديدا يصبح بديهيا السؤال: هل نحن امام مواجهة اميركية – ايرانية ساحتها لبنان؟ تسارع المصادر الى التأكيد ان الامور مفتوحة على كل الاحتمالات، وانه رغم ضبط النفس الذي تمارسه مختلف الاطراف، الا ان الامور يبدو ذاهبة نحو الانهيار الدراماتيكي، الذي لن يكون محسوما قبل زيارة رئيس الوزراء “الاسرائيلي” الى واشنطن، وتبيان نتائج لقاءاته فيها، خصوصا ان الازمة الديمقراطية الحالية اعطت تقدما لصالح نسور الادارة.
وتختم المصادر، بان لبنان اولوية اساسية في الفترة القادمة على جدول اعمال الادارة الجديدة، في حال وصل المرشح الجمهورية دونالد ترامب الى البيت الابيض، والذي يشير مقربون من فريقه بان أي تحرك “اسرائيلي” في لبنان سيكون بادارة واشراف وضوء اخضر اميركي، وخلاف ذلك مجاف للحقيقة والواقع.